الأربعاء، 18 أغسطس 2010

رسالة إلى مرتادي منتديات الفضايح


أعزائي مرتادي منتديات الفضايح: حفظكم الله من كل مكروه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني ما كتبت هذه المقالة إلا خوفي من أن يمسكم نصبٌ من عذاب النار، ورغبةً في هدايتكم، لأنكم أنتم من أخّر نزول المطر بأفعالكم، ولأنكم أنتم من سبَّبَ الزلازل بأفعالكم، ولأنكم أنتم من أخّر نصر الأمة بأفعالكم، ولأنكم أغضبتم جبار السماوات والأرض بأفعالكم.

اعلموا إخواني أنّكم محاسبون على جميع أعمالكم -إن خيراً فخير وإن شراً فشر- واعلموا أحبتي الكرام أنّ ما تفعلونه شرٌ محض.
وما تضعونه من صور وأفلامٍ لتفضحوا بها الناس؛ سينتج عن ذلك صورٌ وأفلام لأمك أو لأختك أو لزوجتك فقد قال صلى الله عليه وسلّم: [...فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحلِه].

واطلعوا أحبتي على هذه المعادلة الرهيبة:

- وضع محمدٌ من الناس عشر أفلام فضايح في منتدى ... .
- قام بالاطلاع عليها 200 شخص.
- حملّها على جواله منهم 100 شخص.
- قام بنشرها 100 شخص.
- وصلت هذه الأفلام إلى 1000 شخص.
- انتقلت هذه الأفلام من دول إلى دول عبر هذا المنتدى.
- اطلّع على هذه الأفلام في الدول الأخرى أو المنتديات الأخرى 1000 شخص.
- من بين هؤلاء جميعهم (500 شخص) أعجبه المشهد فقام باستدراج خمس فتيات في شقة ففعل بهن الفاحشة وصورّهن.
- ثم انتشرت هذه الصور والأفلام كمثل سابقتها.
- من الأشخاص من لم يستطع استدراج الفتيات (2000) فقام بعملية الاستمناء وأخذ كل ما اشتهى الاستمناء رأى هذه الأفلام والصور ثم استمنى.
- لنفرض أن شخصاً من هؤلاء يقوم بعملية الاستمناء كل شهر (30 مرة).
- ولنفرض أن من قام بفعل الفاحشة معهن استمرّن على مواعدة الشباب فأخذن كل ثلاثة أيام يفعلن الفاحشة مع شاب مع قيامه بالتصوير. وهكذا المسألة في التصوير مثل سابقتها.
لنحاول جمع ما نفترض من السيئات على صاحبنا (2300 من اطلع عليها فقط)
(500 شخص زنا بـ2500 فتاة بسببها)
(2000 شخص استمنى بسببها × 30 يوم= 600 مرةّ في شهر فقط)

هذا كلــّه في شهر فقط

ثم فجأة مات صاحبنا الأول الذي قام بوضع هذه الأفلام في المنتدى وهو لا يدري ماذا فعل؟؟!
واستمر تناقل هذه الأفلام حتّى وصلت لملايين الأشخاص واستمرت هذه الأفلام تنتشر وتُكتب السيئات على صاحبنا وهو في قبره )

* اعلموا أحبائي أن الزنا من الكبائر ومن الموبقات التي تُهلك العبد فكم تسبب صاحبنا بوقوع الشباب فيه ؟؟؟!
ثم في يوم القيامة يتفاجأ الشخص برصيدٍ وافرٍ من السيئات ويقووووووووووووووووول:

يا ويلي من أين كل هذه السيئات

فيُقال له:
ألم تتذكر قول الله: ( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )
فيقول:
بلى، ولكن....
فيُقال:
( أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ )

×× نحن حسبنا على أن ما وضعه 10 أفلام فقط - فكيف بالذي وضع الآلاف.
×× أضف إلى ذلك ما سيلقاه من نكدٍ بسبب فضحه لإحدى الفتات التي من حُرقة ما أصابها تحرّت ألثلث الأخير من الليل ورفعت يدها باكيةًَ ومتحسرةً على ما فعلته وتطلب من الله أن يجعل جميع من فضحها وكيف بها وقد قالت: اللهم اجعله يتمنى الموت ولا يجده يا قوي يا عظيم .

×× تريد كل هذه الذنوب حسنات- افعل أمر واحد فقط {باب التوبة مفتوح ما لم يُغرغر العبد}

خطوات التوبة:
1- الإقلاع عن الذنب فوراً.
2- العزم على عدم الرجوع إليه صادقاً.
3- الندم على ما فات.
4- رد المظالم إلى أهلها.
5- محاولة إزالة ما قمت به وسؤال الله ذلك.
6- كثرة الأعمال الصالحة.

سؤال الله المغفرة فإنك قد وقعت في ذنبِ
كــــبــــيــــر
لأن ما وضعته سيتناقله العالم حتّى بعد موتك وسينشأ على تناقله أشياءٌ عظيمة أنت سببها

ملاحظة: جميع ما كتبته فيه ايجاز.
-------
هذه رسالة من إحدى من وقعت في هذه الفاحشة ثم ندمت


عرض باوربوينت .. تحذير .. تحذير



رسالة إلى مرتادي منتديات الفضايح



فحيح المذنبين


بعدما تضخمت بعض العقول بحب الدنيا ؛ أصبحت لا تسير إلا في ظلام الجهل ، مرضى بداء طول الأمل!

فماذا هم صانعون إذا طارق الموت قد نزل؟!

يا من يشارك النصارى أعيادهم؛ هو المنافق في أسفل الدركات ..

يا من يمتلك المواقع الغنائية فيحطم عقول الشباب والفتيات ..

يا من يدخل الشات ..

يا من يذيّل توقيعه بكلمات وصور تجرّه للحسرات ..

يا من يسعى وراء كل فضيحة ويسّوق لها بالمسجات !

يا من سخر قلمه لإزهاق أرواح المؤمنات الغافلات ..

يا من أخذته العزة بالإثم فيروج المخدرات ..

يا من أتعبه التزام المطوعين ليمطرهم بالتعليقات ..

يا من استن سنة سيئة فكانت في رصيد سيئاته إلى ما بعد الممات !!.

يا مذنب إلى متى وأنت متقوقع في مغارة الوهم؟؟

تقتات من سراب القصور .. ونهايتك في غياهب القبور!

أيها المغرور :

إذا لم تبكي وتتوب عن ما مضى ؛ فسيكون صوتك المحزون فحيح المذنبين في نار اللظـى

قال تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } [ سورة هود : آية 106] .

ألا ترى ثعبان الفتن يتربص بك!

إلى متى وأنت عبد لذاتك؟

إلى متى والدنيا رهن إشارتك؟

أفِق .. أفِق ..!!

فالموت قاب قوسين أو أدنى منك !!


هي كل ما أتمنى

الجنة .. تلك التي صامت من أجلها أفئدة المؤمنين .
الجنة .. تلك التي نصبت عرشها في قلوب المخلصين .
الجنة .. تلك التي تخدر ذكرها في أوردة المجاهدين ، حقنوا دماؤهم بمصل الجهاد ، روضوا الملذات بسياط العناد .
فروا إلى الله عندما انغمس الغافلون في المغريات ، آثروا حب الله على الذات
نعم مجاهد .. لقب لا يليق إلا بمن باع نفسه والله اشترى .
نعم مجاهد .. قدم روحه على طبق من رضا .

نعم مجاهد .. رسم طريق الجنة وغيره غارق بالكرى .

أتساءل :

ماذا قدمت أنا وأنت وأنتِ لهذا الدين؟

ما حجتنا إذا سألنا رب العالمين ؟!

قطيع من العبارات ، وسكب من العبرات !

وقود من تقوى ندفع به عربة الحياة .. أم باقة من تسامح نزيل به تجاعيد المشاحنات !!
ثم ماذا ؟!

وفي كل يوم يزحف ظلام الموت يلتهم عمرك ..
أواه من ذاك الظلام الذي يبدد فجرك ..
إن لم يكن عملك .. شموس تنير لك قبرك !
رغم كل ذاك ..

مازال مرسوم على ثغر المستقبل ابتسامة أمل ، قد تبصره عيوننا ، وقد تبصره عيون أخرى بالأحرى ..

قوم يهتزّ لهم عرش كسرى !


فحيح المذنبين


المحتشمة

حتى تنتصر على الشيطان


حتى تنتصر على الشيطان بإذن الله :

1- التوكل على الله وهو صدق الاعتماد على الله وتفويض الأمور إليه . والتعلق به ، مع الأخذ بالأسباب دون التعلق بها .

2- ترك المعاصي ومفسدات القلب من كثرة النظر المباح ، وفضول الكلام ، والأكل الكثير ، والنوم الكثير .. فضلاً عن ترك المعاصي ، التي هي شؤم على العبد وحاجز عن نور الله .

3 – قراءة القرآن :
أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في شهر ، فالسنة أن تختم القرآن في شهر ومقتضى ذلك أن يكون كل يوم جزء ، ولكن هذا ليس يشرط ولكن شرط السنية أن تختم في شهر ولو تفاوت القراءة في يوم عن يوم .
والمهم أن يقرأ الإنسان من القرآن كل يوم ، يجعله ورداً وهذا على كل مسلم ينبغي له ذلك لأنه هو شفاء القلوب وهو جلاء الهموم وهو مثبت عظيم على الإيمان وله تأثير قوي في دفع كيد الشيطان .

2- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم : بقول (( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه )) وهذا جاءت به السنة . والهمز جنونه ، والنفخ كبره ، والنفث شعره .
وكذلك بقول (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) .

ولا حظ أن الاستعاذة بالله ذكر سببي منوط بمسببه ، ففي أي وقت جاز لك هذا الذكر ما دام تشتكي كيد الشيطان .

3- الدعاء : وخاصة في أوقات الإجابة كعند السجود بعد قول سبحان الله ، وفي التشهد الأخير ، وفي الثلث الآخر من الليل ، وعند الفطر في الصيام ، وفي السفر ، وعند نزول المطر ، ودعاء الوالدين لك ، وبين الأذان والإقامة ....
وآخر ساعة من اليوم الجمعة وأرجح ما قيل فيها :

أ - أنها من صعود الإمام حتى ينصرف الإمام من الصلاة
( فتدعو بين الخطيتين وبعد انتهاء الخطبة وأثناء نزول الإمام وفي أثناء الصلاة ) .

ب – آخر ساعة من يوم الجمعة : فإذا صليت الجمعة اشتغل بالذكر وقراءة القرآن فإذا أدركت آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب شمس يوم الجمعة اشتغل بالدعاء . وقال ابن باز رحمه الله لعل ساعة الجمعة كليلة القدر لا تثبت في ليلة معينة بل تتنقل من ليلة إلى أخرى .
فأنت إذا دعوت في هذين الوقت أدركت ساعة الإجابة بإذن الله .
ولا تتعجل ولا تقنط وأعلم أنك على خير ومجرد الدعاء عبادة وأنك مثاب عليها بكل حال كما صح في ذلك الخبر .
4- مع القيام بالواجبات ؛ الاشتغال بنوافل الطاعات مثل صيام الأيام الفاضلة ، قيام الليل ، صلاة الضحى ، التبكير للصلاة ، إجابة المؤذن ، الصدقة فإنها تطفي غضب الرب .....

5- لزوم الاستغفار فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا .

6- طلب العلم وهذا ما يخشاه الشيطان ويخافه فهو سلاح المسلم وطريق عبادة الله على بصيرة .

7- أذكار اليوم والليلة وأذكار الأحوال والمناسبات : وخير مرجع مناسب هو حصن المسلم لشموله وسهولة تبويبه وخفة حمله .

قال صلى الله عليه وسلم سبق المفردون ، فقالوا من يا رسول الله ، قال : الذاكرين الله كثيراً والذاكرات . فالذكر حصن حصين من الله ضد الشيطان ..

أذكار الأحوال والمناسبات ، وقد تقدم ذكرها ، ولكن لمزيد اهتمام بها أوردها هنا . وركزت على مايحفظ الله به المسلم من كيد الشيطان
فمن ذلك :
دعاء الدخول إلى الخلاء :
" بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " ، قال صلى الله عليه وسلم : (( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول : بسم الله ))
********
عند الدخول إلى المنزل
" إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لامبيت لكم ولاعشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت ..." رواه مسلم
********
عند الخروج من المنزل
" اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضَل أو أزل أو أُزل ، أو أظلِم أو أُضلم ، أو أجهَلَ أو يُجهل علي ". صحيح ( صحيح سنن أبي داود 959/3 )
من قال حين يخرج من بيته :" بسم الله ، توكلت على الله ، لاحول ولاقوة إلا بالله ، يُقال لهُ : كفيت ووفيت ، وتنحى عنه الشيطان ". صحيح ( صحيح الترمذي 151/3 ( والخير أن يجمع بينهما . .
********
بعد صلاة الصبح والمغرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير"، عشر مرات أعطي بهن سبعاً: كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكان له عدل عشر نسمات، وكان له حفظاً من الشيطان وحرزاً من المكروه، ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله. ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي مثل ذلك ليلته. [قال المنذري رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن واللفظ له].
ملاحظة :
وبدل - بيده الخير - تقول : يحي ويموت ويستحب التنويع مرة بهذا ومرة بهذا
وهذا الذكر يقال بعد الصلاة من الفجر والمغرب بعد الفريضة وقبل أن يثني رجليه وأن يكلم أحداً كما جاء بذلك الخبر المثبت .
************
" أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " ثلاث مرات في الصباح وثلاثاً في المساء

********
عند الخروج من المسجد
" بسم الله [ والصلاة ] والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي " صحيح ( صحيح ابن ماجه 128/1) الزيادة لابن السني وحسنه الألباني " اللهم إني أسالك من فضلك " (رواه مسلم 494/1)" اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم " صحيح ( صحيح ابن ماجه
********
قراءة قل هو الله أحد " ، " قل أعوذ برب الفلق " ، " قل أعوذ برب الناس " ثلاث مرات حين تصبح وحين تمسي تكفيك في كل شئ . حسن صحيح الترمذي
(( لاحظ تكفيك من كل شيء )) .

********
مامن عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة :" بسم الله الذي لايضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم " . ثلاث مرات فيضره شئ . حسن ( صحيح الترمذي 141/3 ) وفي رواية أبي داود " لم يصبه فجأةُ بلاءٍ . (( لا حظ أخي لم يضره شيء وهذا عام ضرر الشيطان وكل ذي ضرر ))

********
" أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " ( كذكر مسائي ثلاث مرات وكذكر عند المكان المخوف مرة واحدة ولا يقال هذا الذكر في الصباح بمقتضى الدليل )

********
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من قال حين يصبح وحين يمسي ‏: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة‏.‏
(( لا حظ أخي كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ))

********

من قال حين يصبح : " لاإله إلاالله وحده لاشريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل ، وحط عنه عشر خطيئا ت ، ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا أمسى حتى يصبح . صحيح ( صحيح سنن ابن ماجه 331/2 )

وفي رواية لمسلم من قال ذلك عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل . وفي رواية أخرى لمسلم من قال ذلك مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب . وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة . وكانت له حرزاً من الشيطان ، يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك . مسلم

********
قال صلى الله عليه وسلم: " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "

(( لا حظ كفتاه يعني من كل شيء كما قال بذلك بعض أهل العلم ))

********
• قراءة آية الكرسي عند النوم يكون قائلها في حرز من الشيطان حتى يصبح

********
إذا رأى مايكره في منامه فيفعل مايأتي :
- " ينفث عن يسارهِ ثلاثاً ".
- " يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات ".
- " لايُحدثُ بها أحداً ".
- " يتحول عن جنبه الذي كان عليه ". (رواه مسلم

*********

عند إتيان الأهل
" لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً ". ( متفق عليه .

إعداد أخوكم في الله
مشرف موقع طريق الدعوة
www.tttt4.com


حتى تنتصر على الشيطان

بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق




روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ مَكارِمَ ( وفي رواية صالحَ ) الأخلاقِ[1]. قال المناوي[2]: ( إنما بعثت ): أي أُرسلت. ( لأتمم ): أي لأجل أن أكمل. ( الأخلاق ): بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة. وعنه رضي الله عنه أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا[3]. قال المباركفوري[4]: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ): لأن كمال الإيمان يوجب حسن الخلق والإحسان إلى كافة الإنسان، ( وخياركم خياركم لنسائهم ): لأنهن محل الرحمة لضعفهن.
يخطئ منا من يفصل العبادة في الإسلام عن السلوك. ذلك أنه دائما ما تُقرن نصوص القرآن والسنة الكلام عنهما. وفي الحديث المتقدم، نجد عناية الرسول صلى الله عليه وسلم الجمة بإتمام مكارم الأخلاق. ذلك أن الهدف من الرسالة هو تزكية النفس والوصول بها إلى درجة من الرقي والتطور تسمح لها بالتعبد السليم لله. وهذه هي غاية الخلق.
ولكن نجد دائما انحرافات كبيرة عن منهج الرسالة الخاتمة. فبعد مرور أربعة عشر قرنا من الزمان، حدثت انحرافات متعددة ومتنوعة عن الهدف الأصيل الذي جاء الإسلام ليتممه، ألا وهو إرساء مبدأ حسن الخلق بين أفراد البشر. ولم يصبح هدف البشر الآن إلا التعبد دون أدنى اهتمام بتحقق الثمرة المرجوة من العبادة، ألا وهو حدوث تزكية النفس!!

أهمية حسن الخلق:
إن المتأمل في نصوص القرآن، يجد أن تزكية النفس مقدمة على تعلم العلوم الشرعية للقرآن والسنة. وتأمل قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } [ البقرة:151] ، وقوله: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [ آل عمران: 164 ]، وقوله: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } ] الجمعة: 2 [. نجد أنه سبحانه حينما تكلم عن إرسال الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم، حدد مهمته في التزكية ثم تعليم الكتاب والسنة. وانظر الفرق بين ذلك، وبين قول البشر الذين يتعجلون العلم ويريدونه قبل حدوث تزكية النفس، كما جاء على لسان إبراهيم عليه السلام، كما في قوله عز وجل: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ } ] البقرة: 129 [، حيث قدّم تعليم الكتاب والسنة على التزكية.
وتزكية النفس بدايتها ونهايتها التوحيد. ويدخل في ذلك تطهير النفس من أمراضها وتحقيقها بكمالاتها. ومنعها المحرمات وإقامتها للطاعات. والأمر واسع جدا. وتزكية الأمة بإقامة شرع الله كاملا، والأمر كذلك واسع.[5]
والتزكية في الحقيقة شيء زائد على العلم. فالعلم يعطي القواعد والبيان لكل شيء. أما التزكية فهي تطبيق هذا العلم على النفس البشرية، وأمراضها، وأغراضها، ومعرفة بالتطبيب وطرقه، ومعرفة بالكمال وكيفية النقل إليه، وأدوات ذلك، وفراسة خاصة بكل نفس لنقلها من حال إلى حال. وهذا شيء للكسب فيه نصيب. ولكن عطاء الله هو الأساس ] وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [ ] البقرة: 269 [.[6]
ولم يشرع الإسلام العبادات بكافة صورها طقوسا ولا شعائر مجردة من المعنى والمضمون، بل إن كل عبادة تحمل في جوهرها قيمة أخلاقية مطلوب أن تنعكس على سلوك المسلم المؤدي لهذه العبادة، وأن تتضح جليا في شخصيته وتعاملاته مع الغير، وأيضا فيما يرسمه لذاته من إطار يحرص على الالتزام به ولا يحيد عنه.[7]
إن العبادة هي علاقة بينك وبين ربك، أما السلوك فهو علاقة بينك وبين الناس. ولابد أن تنعكس العلاقة بينك وبين ربك على العلاقة بينك وبين أفراد المجتمع، فتحسنها وتهذبها، وإلا فما علاقة أن الصلاة – مثلا – تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما في قوله تبارك وتعالى: ] إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [ ] العنكبوت: 45 [ ؟!! فالفحشاء والمنكر هما جماع الأقوال البذيئة والأفعال السيئة، وهما لا يظهران إلا في التعامل مع الناس في المجتمع.
كما أن العبادة، وإن كانت هي علاقة بينك وبين ربك، إلا أن السلوك يتجلى فيها أيضا. ففي الصلاة، أنت مأمور في أداء الصلاة في جماعة، لكي تحتك بالناس وتتفاعل معهم. والمرأة مأمورة بعدم الخروج للمسجد متعطرة متبرجة حتى لا تفتن الرجال. وفي الزكاة، إذا أعطيت المحتاج مالا ثم مننت عليه، فقد أبطلت صدقتك. وفي الحج، أنت مأمور بضبط الأخلاق أثناء الزحام. وهكذا، ففي كل عبادة، يتجلى مظهر من مظاهر السلوك، الذي يجب أن تتحلى به وتلتزم به.
وقد جاء الإسلام فسعى إلى ترسيخ القيم النبيلة فيما بين أفراد المجتمع. وكان من أولى القيم التي حرص الإسلام على تعميقها في وجدان أفراد المجتمع هي قيمة التآخي بينهم. فكان أول شيء فعله الرسول صلوات الله عليه وسلامه بعد هجرته إلى المدينة المنورة هو الإخاء بين المهاجرين والأنصار. فجعل بذلك رابطة الإخوة بالانتساب للإسلام أقوى من رابطة الإخوة بالدم. وهذا هو الذي حفظ المجتمع المسلم من كيد الكائدين من حوله. ولكن للأسف لم يعد لهذه القيم الآن وجود. فنجد على سبيل المثال أن احتلال الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق جاء بسبب خيانات عديدة من جانب بعض أفراد المجتمع العراقي، الذين جروا وراء المال. فلم يعد يهم هذه الفئة من الخونة أن يُقتل أخوه أو يُشرّد، أو تُغتصب أخته أو تُعتقل، وإنما كل همه هو تحقيق مصلحته الشخصية. فسادت بذلك في المجتمع المسلم قيم الأنانية والفردية، وطغت مبادئ غريبة بين أفراده، مثل مقولة شهيرة أصبحت هي دستور حياتهم الآن، ألا وهي: " أنا ومن بعدي الطوفان ". ولم يعد هناك مجال لقيم الإيثار والتضحية بالنفس في سبيل المجموع والإخاء فيما بين أفراد المجتمع. وهذه هي الطامة الكبرى، ونذير انهيار أي مجتمع تسود فيه مثل هذه الأفكار!!!

سلوكيات المسلمين في الوقت الراهن:
نخلص مما سبق إلى أن تزكية النفس من الأشياء الأساسية، تتساوى في أهميتها مع أداء العبادات ذاتها. لكن ماذا حدث في واقعنا المعاصر؟ إن المشاهد لسلوكيات المسلمين في الوقت الراهن لتصيبه دهشة شديدة مما آل إليه أمر المسلمين! حتى لقد انتشرت مقولة: إن في بلاد المسلمين إسلام بلا مسلمين، وفي بلاد الغرب مسلمين بلا إسلام!! وذلك للدلالة على عدم اتصاف المسمين بأي أخلاق للإسلام، في الوقت الذي يتحلى فيه الغربيون بكل صفات الإسلام مع عدم إسلامهم!!!
والأمثلة على ما ذكرت كثيرة للأسف. وعلى سبيل المثال: كنا في صلاة التراويح نجد المصلين يتعاركون على حجز أماكن للوقوف بالصف الأول، الأمر الذي كان يترك من المرارة الشيء الكثير في نفوس المصلين. وبدلا من أن تسود روح الود بينهم، إذا بالبغضاء والشحناء تطغى على نفوسهم. فهل هذا السلوك صحيح؟
وحكى لي أحدهم عن جماعة من الأصدقاء دخلوا المعتكف معا في الأيام العشر الأخيرة من رمضان، فإذا بهم بعد فترة الاعتكاف وقد تحوّلوا إلى أعداء متشاحنين يبغض بعضهم بعضا، بعد أن كانوا من قبل إخوة متحابين. ذلك أن طول عشرتهم واحتكاكهم ببعضهم أفضت إلى ما لا يحمد عقباه من إظهار مساوئ السلوك والأخلاق في حق بعضهم البعض.
وحكى لي آخر عن شيخ طويل اللحية كان يصطحب حفيدا له أثناء أدائه لإحدى الصلوات في المسجد. وفي أثناء الصلاة قام الطفل بالجري واللعب في المسجد بين المصلين. فلما انتهت الصلاة، إذا بهذا الشيخ يلطم الطفل لطمة شديدة جعلت جميع من في المسجد يستنكرون هذا السلوك الفظ منه، ويُرجعون كل السلوكيات الخاطئة إلى أصحاب اللحى!!!
وتجد بعض الناس لا يفتر لسانه عن ذكر الله طوال طريقه، فإذا حدثت مشاحنة بسيطة بينه وبين من يقود سيارته بجواره، إذا بسيل السباب والشتائم يندفع من لسانه الذي كان يذكر الله حالا.
وفي مكة، أثناء أدائك لمناسك الحج أو العمرة، تأمل ما يحدث من الشحناء بين الناس في سبيل الوصول للحجر الأسود لكي يلتزمه ويقبله، وهي سنة بينما ما يسببه من أذى للناس هو معصية!! بل رأيت بعض المصلين قطع صلاته قبيل تسليم الإمام حتى يتسنى له الوقوف بجانب الحجر الأسود ومسه بيديه.
كل ذلك أدى لحدوث هذا الانفصام النكد بين الدين والأخلاق، أو بين العبادة والسلوك الذي نجده فينا الآن. ومن أمثلة بعد الدين عن السلوك كذلك، أننا نجد أحدهم يصلي ويصوم ويجتهد غاية الاجتهاد في العبادة، ولكنه لا يضبط بيته، فتخرج زوجته سافرة، أو هو لا يتابع بنته في خروجها ودخولها، أو لا يعرف شيئا عن صديقاتها.
وبعضهم يتحجر تحجرا شديدا في مسألة من مسائل العبادة، يريد أن يتقيد ويلتزم بها تمام التقيد والالتزام، ولكنه حين نأتي للسلوك نجد منه تهاونا شديدا ومخلا في تطبيق هذا السلوك؟!!
إن أية حضارة تقوم على دعامتين: علمية وأخلاقية. وهذا ما يؤكد لنا قرب انهيار الحضارة الحيوانية السائدة والمهيمنة على العالم الآن. ولكنه في ذات الوقت لا يبشر بأن تكون أمة الإسلام هي الوارث الطبيعي لهذه الحضارة، ذلك أن أخلاقيات أمة الإسلام ما زالت بعيدة عن المستوى الذي يمكن أن تقود به العالم الآن. وسقوط الأمة في إحدى هاتين الدعامتين يؤدي لسقوطها في الأخرى ولا شك، ومن ثم انهيارها واندحارها فيما بعد. ولننظر إلى الإسلام وكيف انتشر في أنحاء العالم. كان ذلك بسبب أخلاق التجار الذين حملوا معهم رسالة الإسلام وهم يجوبون العالم شرقا وغربا، فأدى ذلك لاعتناق الكثيرين للإسلام ودخولهم في دين الله أفواجا.

فضل الخلق الحسن:
وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي والتمسك به:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار. قال: يا رسول الله! فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصَدّق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في الجنة.[8] فانظر كيف لم تُجدِ كثرة العبادة مع انعدام حسن السلوك!! بل انظر ماذا فعل حسن الخلق رغم قلة العبادة!!! ( الأثوار: جمع ثور، وهو القطعة من الأقط، والأقط: اللبن المجفف ).
وعن أبي هريرة أيضا، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن رجلا لم يعمل خيرا قط، وكان يداين الناس، فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا. فلما هلك، قال الله عز وجل له: هل عملت خيرا قط؟ قال: لا! إلا أنه كان لي غلام، وكنت أداين الناس. فإذا بعثته ليتقاضى، قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا. قال الله تعالى: قد تجاوزت عنك.[9]
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان. قال: كذلكم البر كذلكم البر!‌[10] وكان حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار، وهو ممن شهدوا غزوة بدر، وكان أبرّ الناس بأمه. وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم نبه أصحابه على سبب نيل تلك الدرجة بقوله: " كذلكم البر "، أي حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر[11].
ولا يقتصر حسن الخلق مع الناس وحسب، بل إحسانك إلى البهائم كذلك يكون سببا في غفران ذنوبك ودخولك الجنة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار، يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها، فغُفر لها.[12] ( موقها: خفها ).
وعنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة.[13] قوله : ( يأكل الثرى ): أي يلعق التراب الندي. قوله: ( من العطش ): أي بسبب العطش. قوله: ( فشكر الله له ): أي أثنى عليه فجزاه على ذلك بأن قبل عمله وأدخله الجنة.[14]
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم و الصلاة.[15] ‌
وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.[16] قوله: ( طلق ) معناه سهل منبسط الوجه متهلله. وفيه الحث على فضل المعروف, وما تيسر منه وإن قل, حتى طلاقة الوجه عند اللقاء[17]. وفي هذا الكلام إشارة إلى أن الصدقة لا تنحصر في الأمر المحسوس منه, فلا تختص بأهل اليسار مثلا, بل كل واحد قادر على أن يفعلها في أكثر الأحوال بغير مشقة.[18]
انظر إلى هؤلاء الأفراد جميعا، ما فعلوا كثير صلاة أو صيام أو صدقة، ولكن كانت حسناتهم الأساسية هي حسن خلقهم الذي أدى لمغفرة الله لهم، ومن ثم دخولهم الجنة. وعلى النقيض من ذلك، انظر إلى عاقبة سوء الخلق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها: فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت.[19] ( في هرة ): أي لأجلها أو بسببها. ( فلم تطعمها ): حتى ماتت جوعاً كما في رواية البخاري، والفاء تفصيل وتفسير للربط. ( تأكل من خشاش الأرض ): حشراتها وهوامها. وظاهره أنها عذبت بالنار حقيقة، أو بالحساب، لأن من نوقش عذب، كذا ذكره بعضهم.[20]
وعن جرير رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من يُحرم الرفق يُحرم الخير.[21] قوله صلى الله عليه وسلم: ( من يحرم الرفق يحرم الخير )، وفي رواية: ( إن الله رفيق يحب الرفق, ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف, وما لا يعطي على سواه ). وفي رواية: ( لا يكون الرفق في شيء إلا زانه, ولا ينزع من شيء إلا شانه ). وفي رواية: ( عليك بالرفق ). أما العنف فهو ضد الرفق. وفي هذه الأحاديث فضل الرفق والحث على التخلق, وذم العنف, وأن الرفق سبب كل خير. ومعنى يعطي على الرفق: أي يثيب عليه ما لا يثيب على غيره. وقال القاضي: معناه يتأتى به من الأغراض, ويسهل من المطالب ما لا يتأتى بغيره.[22]

مواقف من سيرته صلى الله عليه وسلم:
إن النصوص السابقة لا تستمد أثرها إلا إذا كان هناك من طبقّها بالفعل. والآن نحاول النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم:
سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عيه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن.[23] ومعنى ذلك أنه كان يطبق كل أوامر القرآن ونواهيه، ويعمل بكل أحكامه ووعده ووعيده. فهكذا يكون خلق المرء القرآن.
وفي الصحيحين أن أعرابيا جذب رداء النبي صلى الله عليه وسلم حتى أثرت حاشيته في عاتقه صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا محمد، مُر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.[24]
وكان إذا آذاه قومه قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.[25]
كما كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الحديبية من أعظم مواقف القادة وهم يتعاملون مع أفراد الجيش. فتحمّل الرسول صلى الله عليه وسلم بصدر رحب كل المناقشات الفظة التي طرحها عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وضرب بذلك أعظم الأمثلة في الحلم، وتعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيدا من هذا الموقف حين أصبح خليفة، فكان يتعامل مع الناس من نفس هذا المنطلق.[26]
وعن أبي سعيد الخدري، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه، حتى قال له: أُحرّج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك! تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل إلى خولة بنت قيس، فقال لها: إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك. فقالت: نعم بأبي أنت يا رسول الله! قال: فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت أوفى الله لك. فقال: أولئك خيار الناس، إنه لا قُدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع ( أي: من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه ).[27]
وعن أنس رضي الله عنه، قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل، فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة.[28]
كل هذه المواقف تنبئك كيف كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في تعاملاته من الناس. وهذا ما وعاه الصحابة رضوان الله عليهم جيدا، فمضوا على طريقه، فشادوا حضارة ظلت تحكم العالم دهرا طويلا.

مواقف من سير الصحابة والتابعين:
وظلت هذه الروح والأخلاق في أمة الإسلام. فنجد في حياة التابعين مواقف من أنصع ما يكون في تاريخ الأمم. وسوف أقصر حديثي على موقفين اثنين فيما يلي:
قال رياح: ذُكرت لي امرأة فتزوجتها، فكانت إذا صلت العشاء الآخرة تطيبت وتدخنت ولبست ثيابها، ثم تأتيني فتقول: ألك حاجة؟ فإن قلت نعم، كانت معي، وإن قلت لا، قامت فنزعت ثيابها ثم صفت بين قدميها حتى تصبح[29].
وخرج إبراهيم بن ادهم إلى بعض البراري، فاستقبله جندي، فقال: أين العمران؟ فأشار إلى المقبرة. فضرب رأسه فشجه. فلما أُخبر أنه إبراهيم، جعل يقبل يده ورجله. فقال: إنه لما ضرب رأسي، سألت الله له الجنة، لأني علمت أني أُؤجر بضربه إياي، فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير، ونصيبه مني الشر[30].

سبل العلاج:
لا تصدر الأعمال الصالحة إلا عن الأخلاق الحسنة، فليتفقد كل عبد صفاته وأخلاقه، وليشتغل بعلاج واحد بعد واحد، وليصبر ذو العزم على مضض هذا الأمر، فإنه سيحلو كما يحلو الفطام للطفل بعد كراهته له، فلو رُد إلى الثدي لكرهه، ومن عرف قصر العمر بالنسبة إلى مدة حياة الآخرة، حمل مشقة سفر أيام لتنعم الأبد، فعند الصباح يحمد القوم السُرَى[31].
ولنعلم يقينا أننا لن نستطيع تحقيق أي نفع للإسلام والدعوة ما لم نتحل بمكارم الأخلاق. وعلى سبيل المثال، أذكر مرة كنت أدعو أحد الزملاء معي في العمل إلى الصلاة، فلم يستجب. فلما قسوت عليه في الكلام، زاد في عناده. فلما أظهرت له اللين والبشاشة، وبالغت له في اعتذاري عن تلك اللهجة الشديدة التي استخدمتها معه من قبل، إذا به يلين ويقوم ليؤدي الصلاة معي.
ودخلت أحد المحال مرة، فإذا بالمسئول عن المحل يدير تسجيلا به أغنية. فطلبت منه بكل ذوق وبعبارة فيها رجاء أن يغلق هذا التسجيل، ويدير إذاعة القرآن الكريم بدلا من ذلك، فاستجاب بكل ود واحترام. وتخيل لو كنت طلبت منه هذا الطلب بنوع من التعالي أو بنبرة آمرة، فماذا كان سيكون رده معي؟!!
ويحكي الشيخ محمد حسان تجربة شخصية له، حينما كان يسير في اتجاهه لإلقاء إحدى المحاضرات، فلفت نظره أثناء الطريق وجود طابور طويل من الشباب أمام شباك حجز التذاكر في إحدى دور السينما. فما كان من فضيلة الشيخ إلا أن وقف معهم في الطابور، ثم أخذ يعظهم بأسلوب كله لين، فإذا بعدد يفوق العشرة يخرج من هذا الطابور ويتبع الشيخ إلى مكان محاضرته.
نريد أن تظهر ثمرة عبادتنا في أخلاقنا وفي تعاملاتنا، وأن يكون المسلم مميزا في سلوكياته وتصرفاته. ولعل من أهم سبل العلاج ما يلي:
مصاحبة أهل الخير، فإن الطبع لص يسرق الخير والشر. ويؤيد ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.[32]
الاستعانة بالله والإكثار من الدعاء، فقد ورد في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لاحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها، لا يصرف سيئها إلا أنت ).[33]
قوة العزم على تغيير السلوكيات السيئة والصبر في سبيل تحقيق ذلك.
مخالفة الهوى. ذلك أن إتباع السيئ من السلوكيات هو أمر تميل إليه النفس وتركن إليه. أما التحلي بالأخلاق الحميدة فيحتاج إلى مجاهدة ومثابرة.
تصحيح العقيدة، فما حدث كان بسبب الفكر الإرجائي الذي فصل العمل عن مقتضيات لا اله إلا الله، وبسبب الفكر الصوفي الذي ركز على أن العلاقة تكون بين العبد والرب، فانحرف بذلك عن التوازن الإسلامي مما زاد في فساد مفهوم العبادة.

14 من ذو القعدة عام 1425 ( الموافق في تقويم النصارى 26 ديسمبر عام 2004 ).

--------------
[1] صحيح. انظر: صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 2349. وكذلك السلسلة الصحيحة له، 45.
[2] فيض القدير بشرح الجامع الصغير: 2/710.
[3] حسن صحيح. صحيح سنن الترمذي للألباني، 1162.
[4] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: 4/25.
[5] الأساس في التفسير، سعيد حوى: 1/321.
[6] الأساس في التفسير، سعيد حوى: 1/322-323.
[7] جريدة الأهرام، 3/12/2004، ص: 36.
[8] انفرد به أحمد بن حنبل في مسنده، 9282.
[9] حسن صحيح. صحيح سنن النسائي، 4708.
[10] صحيح. صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 3371.
[11] فيض القدير بشرح الجامع الصغير: 3/637-638.
[12] صحيح مسلم: 2245(154).
[13] صحيح البخاري: 173.
[14] فتح الباري بشرح صحيح البخاري: 1/334.
[15] صحيح: صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 5726.
[16] صحيح. رواه مسلم: 2626 (144)، والترمذي: 1833 و1970. واللفظ لمسلم.
[17] صحيح مسلم بشرح النووي: 8/426.
[18] تحفة الأحوذي بشرح الترمذي: 5/383.
[19] صحيح: صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 3374.
[20] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي: 3/642.
[21] صحيح مسلم، 2592 (74).
[22] صحيح مسلم بشرح النووي: 8/391.
[23] صحيح. صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 4811.
[24] متفق عليه. صحيح البخاري: (3149)، و(5809)، و(6088). وصحيح مسلم: (1057).
[25] متفق عليه. صحيح البخاري: (3477)، و(6929). وصحيح مسلم: (1792).
[26] راجع تفاصيل هذه القصة في صحيح البخاري: (2734).
[27] صحيح. انفرد به ابن ماجه، (2456).
[28] صحيح مسلم، 2312.
[29] رهبان الليل: 2/34، نقلا عن: صفة الصفوة: 4/43-44.
[30] مختصر منهاج القاصدين، ص: 170.
[31] مختصر منهاج القاصدين، ص: 167. والسرى: سير عامة الليل.
[32] حسن. رواه الترمذي (2378)، وأبي داود (4833).
[33] صحيح. رواه مسلم (771/201)، والترمذي (3421) و(3422) و(3423)، والنسائي (896)، وأبو داود (760). واللفظ لمسلم.


بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق


محمد حسن يوسف

لماذا الاستقامة ؟


جمعتني به الصدفة نظرت إليه و قد ارتسم على محياه آثار التعب و الإعياء قرأت في وجهه الألم و الحسرة والضيق بادرته بالسلام رد علي مرحباً0
أتبعته السؤال بتطفل دفعني إليه ما بداخلي من رغبة في تخفيف بعض ما يعانيه فقلت : أخي مالي أراك متعباً مهموماً ؟ رد علي بسرعة يخالطها بعض الارتباك : لا شيء لا شيء
عاودته السؤال مرة أخري : أخي أرجوك أفصح لي عما بداخلك لعلي أسهم في مساعدتك 0
فأجاب دعني دعني لا أحد يستطيع مساعدتي 0
قلت له : أرجوك اسمح لي إن أشاركك و لو في الهم الذي تحمله و اعلم أن إفصاحك عن بعض ما تعانيه يهون عليك الكثير و الكثير فلا تحرمني مساعدتك فإني مشفق عليك 0
سكت قليلاً ثم قال : مشكلتي أن الهمَّ يحاصرني أشعر بضيق شديد تكاد تختلف له أضلعي كأن جبال الدنيا قد وضعت على صدري هموم متتابعة أرق بالليل و شقاء بالنهار حاولت تبديد تلك الهموم فعلت كل شيء غنيت و رقصت سافرت و عبثت و سكرت و أدمنت صاحبت أشقى الأصدقاء و عاقرت أجمل النساء فلم ازدد إلا شقاء و بلاء فقلي بربك هل أجد عندك الدواء ؟
لا أخفيك سراً أني تمنيت الموت لأتخلص من حياة الضنك و الشقاء فهل تملك حلاً لمشكلتي ؟ لا أظن ذلك 0
بادرته بابتسامة ممزوجة بالشفقة و قلت له : نعم أملك الحل لمشكلتك وهو هين يسير و أنت تملك زمامه 0
قال: أتهزأ بي و قد كشفت لك مكنون صدري الذي لم اكشفه لا حد قط ؟
قلت له :لا أهزأ بك بل أقسم لك بالله أنك تملك العلاج و بيدك أنت زمامه 0
أجابني بلهفة : قل لي ما هو هذا الحل الذي يخرجني من ألمي و حيرتي و شقائي ؟
قلت له : أيها الحبيب إن دواءك في الاستقامة على أمر الله 0
ضحك ضحكة ساخرة و قال : الاستقامة ! لماذا الاستقامة ؟ هل تريد أن تزيدني تعقيداً و هماً و ضيقاً ؟ ألا يكفي ما أعانيه ؟ فقد سألت عن حياة المستقيمين فقيل لي أنهم معقدون يحرّمون كل شيء لا يعرف الضحك إلى ثغورهم سبيلاً كل أوقاتهم حزن و بكاء فكيف أجد في حياتهم الدواء ؟
قلت له : هل جربت بنفسك الاستقامة ؟ هل عاشرت أحد المستقيمين ؟
قال : لا و لكن لماذا الاستقامة ؟ أتظن أنها ستحل مشكلتي ؟ ولماذا الاستقامة بالذات ؟
قلت له أما و قد أكثرت عليَّ السؤال لماذا الاستقامة ؟ فأمهلني بعض الوقت أجيبك على هذا السؤال فهل في وقتك متسع كي أبين لك كيف تكون الاستقامة سبباً للسعادة و لماذا الاستقامة بالذات ؟
أجابني : تفضل فوقتي كله ملك لك فالفراغ يكاد يغتالني .
قلت :إذاً فتحملني حتى أتم حديثي و لي رجاء ألا تقاطعني , فقط أرعني سمعك .
قال : لا بأس لا بأس تفضل . قلت له :
أولاً : لماذا الاستقامة ؟
لأن الاستقامة استجابة لأمر الله و أمر رسوله صلى الله عليه و سلم
فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (هود:112)
و أمر عز و جل بالاستقامة فقال : ( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) (فصلت: من الآية6)
و في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( سددوا و قاربوا ) و السداد هو حقيقة الاستقامة و هو الإصابة في جميع الأقوال و الأعمال و المقاصد *
و قال صلى الله عليه و سلم ( استقيموا و لن تحصوا ...) رواه الإمام أحمد
و عن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( قل اللهم اهدني و سددني ) و في رواية ( اللهم إني أسألك الهدى و السداد ) رواه مسلم . و عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال:قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحداً بعدك قال : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) رواه مسلم .
فاستقامتك أخي الحبيب استجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم و الاستجابة لله
و لرسوله من أعظم أسباب الفلاح و الفوز قال تعالى :( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(الأحزاب: 71)
قال القرطبي رحمه الله : من يطع الله و رسوله ، فقد ظفر بالكرامة العظمى من الله 0 و قال الشوكاني رحمه الله : أي ظفر بالخير ظفراً عظيماً ، و نال خير الدنيا و الآخرة .
و قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) (لأنفال: من الآية24) فلا حياة على الحقيقة و لا سعادة في الدنيا و الآخرة إلا في الاستجابة لأمر الله و أمر رسوله صلى الله عليه و سلم .
قال ابن القيم رحمه الله : فتضمنت هذه الآية أموراً : أحدها : أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله وللرسول ظاهراً وباطناً فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا ، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان . اهـ رحمه الله تعالى .
و قال رحمه الله : ( لا سبيل إلى السعادة و الفلاح في الدنيا و الآخرة إلا على أيدي الرسل و لا سبيل إلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جهتهم و لا ينال رضى الله البتة إلا على أيديهم فالطيب من الأعمال و الأقوال
و الأخلاق ليس إلا هديهم و ما جاؤوا به فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه و العين إلى نورها و الروح إلى حياتها 0
فهل تستجيب أخي الحبيب لنداء الرب عز وجل حين دعاك إلى الاستقامة ؟

ثانياً : لماذا الاستقامة ؟
لأن الاستقامة موافقة للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها قال تعالى :
( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
قال السعدي رحمه : الفطرة هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها و جعلهم مفطورين على محبة الخير و إيثاره و كراهة الشر و دفعه و فطرهم حنفاء مستعدين لقبول الخير و الإخلاص لله و التقرب إليه 0
قال صلى الله عليه و سلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
و في الحديث القدسي : ( و إني خلقت عبادي حنفاء كلهم و إنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ) رواه مسلم 0
أخي الحبيب إني أدعوك إلى الاستقامة لأنها عودة إلى الفطرة التي فطرك الله عليها إني أدعوك للتمرد على الشيطان الذي حرفك عن فطرتك السوية فأنت يا أخي تملك رصيداً عظيماً يدفعك إلى الاستقامة بقوة إنه رصيد الفطرة إن علاها ركام الذنوب و الآثام حتى و إن اشتطت عن الطريق السوي حتى و إن بعدت بينه و بين الحق الشُقة فبمجرد أن تعلن العودة إليها تسعفك و تؤازرك فهلا بادرة بالاستقامة ؟
أخي الحبيب اعلم أن ما تعانيه من شقاء و تعاسة إنما هو بسبب مخلفتك لهذه الفطرة فأنت في صراع دائم معها حتى تسلم لها العنان , فهل تسلم لها و توفقها لتسلم من الهم و الغم و الشقاء ؟ هل تسعفها بالحياة المستقيمة السوية ؟ فتجني ذلك سعادة و راحة و سروراً .

ثالثاً : لماذا الاستقامة ؟
لأن الاستقامة موافقة للعقل السليم الذي وهبك الله إياه فالعاقل لو خير بين طريقين أحدهما مستقيم معبّد واضح بيّن سهل و الآخر متشعب وعر معوج فلاشك أنه بعقله السليم يختار الطريق المستقيم فما بالك بطريقين أحدهما يوصل إلى رضوان الله و الجنة و الآخر يوصل إلى سخط الله و النار فماذا يختار العاقل اللبيب قال تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
و قال سبحانه: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الملك:22)
قال السعدي رحمه الله : [ أي الرجلين أهدى ؟ من كان تائهاً في الضلال غارقاً في الكفر قد انتكس قلبه فصار الحق عنده باطلاً و الباطل حقاً ؟ ومن كان عالماً بالحق مؤثراً له عاملاً به يمشي على الصراط المستقيم في أقواله و أعماله و جميع أحواله ؟ ] .
قال سيد قطب رحمه الله : [ إن الحالة الأولى هي حال الشقي المنكود الضال عن طريق الله المحروم من هداه الذي يصادم نواميسه و مخلوقاته لأنه يعترضها في سيره و يتخذ له مساراً غير مسارها و طريقاً غير طريقها فهو أبداً في تعثر
و أبداً في عناء , و أبداً في ضلال .
و الحال الثانية : هي حال السعيد المجدود المهتدي إلى الله , الممتع بهداه , الذي يسير وفق نواميسه في الطريق اللاحب المعمور الذي يسلكه موكب الإيمان و الحمد و التمجيد . و هو موكب هذا الوجود كله بما فيه من أحياء و أشياء .
إن حياة الإيمان هي اليسر و الاستقامة و القصد . و حياة الكفر هي حياة العسر و التعثر و الضلال ...
فأيهما أهدى ؟ و هل الأمر في حاجة إلى إجابة ؟ إنما هو سؤال التقرير و الإيجاب !
و يتوارى السؤال و الجواب ليتراءى للقلب هذا المشهد الحي الشاخص المتحرك .. مشهد جماعة يمشون على وجوههم , أو يتعثرون و ينكبون على وجوههم لا هدف لهم و لا طريق . و مشهد جماعة أخرى تسير مرتفعة الهامات , مستقيمة الخطوات , في طريق مستقيم لهدف مرسوم ] .
فحكم عقلك أخي الحبيب و اختر الطريق الذي يلحقك بموكب الإيمان موكب السعداء .

رابعاً : لماذا الاستقامة ؟
لأنها موافقة للكون من حولك فالكون كله مستقيم على أمر الله أرضه و سماءه جباله و بحاره وديانه و أنهاره دوابه و أشجاره كواكبه و نجومه الكون بأسره عابد لله عز وجل مطيع لسيده و مولاه قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج:18)
فتأمل يا أخي الحبيب حال الكون من حولك كلٌ يسجد لله يعبد خالقه و مولاه الشمس تسجد القمر يسجد السماوات تسجد الجبال و الدواب و الأشجار
و الأنهار كلها مستقيمة عابدة لله تلهج بالتسبيح له سبحانه ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الاسراء:44)
يقول سيد رحمه الله : [ و هو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير , و تنتفض روحاً حية تسبح الله . فإذا الكون كله حركة و حياة , و إذا الوجود كله تسبيحة واحدة شجية رخية , ترتفع في جلال إلى الخالق الواحد الكبير المتعال .
و إنه لمشهد كوني فريد , حين يتصور القلب كل حصاة وكل حجر كل حبة و كل ورقة كل زهرة و كل ثمرة كل نبتة و كل شجرة كل حشرة و كل زاحفة كل حيوان و كل إنسان كل دابة على الأرض و كل سابحة في الماء و الهواء..و معها سكان السماء ..كلها تسبح الله و تتوجه إليه في علاه .
و إن الوجدان ليرتعش و هو يستشعر الحياة تدب في كل ما حوله مما لا يراه , و كلما يده أن تلمس شيئاً , و كلما همت رجله أن تطأ شيئاً .. سمعه يسبح الله و ينبض بالحياة ... و حين تشف الروح

الشمس و البدر من أنوار حكمته *** و البر و البحر فيض من عطاياه
الحوت سبحه و الوحش مجده *** و الطير عظمه و الكل ناداه
والنمل تحت الصخور الصم قدسه *** والنحل يهتف حمدا في خلاياه
و الناس يعصونه جهراً و يسترهم **** و العبد ينسى و ربي ليس ينساه

أخي الحبيب إني أدعوك إلى موافقة الكون من حولك بالاستقامة على أمر الله لا تكن شاذاً ، الكون في اتجاه و أنت في الاتجاه المعاكس لا تكن عدواً للكون الذي تعيش فيه و تُمتع به فيبغضك كل شيء الأرض التي تمشي عليها و السماء التي تظلك و الماء الذي تشربه و الهواء الذي تتنفسه و الغذاء الذي تطعمه والثوب الذي تلبسه.... وغيرها من مخلوقات الله في هذا الكون .

أخي الحبيب إني أدعوك إلى موافقة الكون و عندما توافق الكون فتستقيم على أمر الله فإن الكون بأسره يمنحك الحب و الوداد يفرح لفرحك و يحزن لحزنك كيف لا و أنت تتفق معه في العبودية لله رب العالمين بل إنه من فرط حبه لك عندما يفجع بموتك يجهش بالبكاء و يخيم عليه الحزن و الأسى .
قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما : أرأيت قول الله : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) فهل تبكي السماء و الأرض على أحد ؟ قال ابن عباس نعم : إنه ما من أحد إلا له باب في السماء ينزل منه رزقه و يصعد فيه عمله , فإذا مات المؤمن أغلق بابه في السماء فتبكي السماء و فقده مصلاه من الأرض الذي كان يصلي فيه فتبكي عليه الأرض 0
قال سعيد بن جبير : إن بقاع الأرض التي يصعد منها عمل المؤمن الصالح إلى السماء تبكي على المؤمن بعد موته
ما أجملها من حياة يحفها الحب و الوداد فإذا فارقها الإنسان فارقها و كل شيء يشتاق إليه و يحزن لفراقه فهل تتخذ القرار لتكون ذلك الرجل ؟

خامساً : لماذا الاستقامة ؟
لأن الاستقامة تحقيق للحكمة و الهدف من خلق الإنسان فلو وجهت السؤال لأي فرد من الناس ذكراً كان أو أنثى لماذا خلقت ؟ فسيجيبك دون تردد : خلقت لعبادة الله تعالى قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)
أخي الحبيب إني أدعوك لتحقيق الهدف من وجودك لتحقيق الغاية من خلقك أسأل نفسك السؤال السابق لماذا خلقت ؟ و كرر هذا السؤال لعل ذلك ينقذك من غفلتك و يعيدك من صبوتك .
إن المشكلة أخي الحبيب أن كثيراً من الناس يغفل عن هذا الهدف أو يتناساه فينهمك في دوامة الحياة و يغرق في بحر الهوى و الشهوات و تنسجُ الآمال حول عينيه نسيجاً سميكاً من الأحلام الدنيوية البحتة فلا يبصر ما وراءها فيظل يتخبط في بحار الأماني يبحث عن مخرج مما هو فيه و لا مخرج إلا بتحقيق ذلك الهدف فكرر أخي لنفسك السؤال و أعده مرة بعد أخرى لماذا خلقني الله ؟ عندها ستضع رجلك على بداية الطريق بإذن الله .

سادساً : لماذا الاستقامة ؟
لأن الاستقامة سبب للفوز بولاية الله عز و جل قال تعالى :( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (يونس: 62ـ64)
سئل شيخ الإسلام رحمه الله هذا السؤال : من هم أولياء الله تعالى فأجاب رحمه الله بقوله : من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) رواه البخاري .
إنها ولاية الله عز وجل للمستقيمين على أمره الذين يؤدون فرائضه و يتبعونها بالمحافظة على النوافل فتثمر تلك الولاية محبة الله لهم و إذا أحبهم الله فلا تسأل عما ينتج عن تلك المحبة كما قال عز وجل : (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنهّ ) تصبح الجوارح كلها محروسة بحراسة ربانية
و مضمونة بضمان إلهي فلا يسمع و لا يبصر إلا ما يرضي الله عز وجل ولا يبطش و لا يمشي إلا في طاعة بل يزيد على ذلك أن الله سبحانه يتردد في قبض روح ذلك العبد لأن الله يكره مساءته كما في الحديث السابق : ( و ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته) .
فأي فوز يحققه المستقيم على أمر الله حين يفوز بولاية الله عز وجل له , بل إن الأمر يتعدى إلى أن الله تقدست أسماؤه و جلت صفاته يخبر جبريل عليه السلام بحبة ذلك العبد يسميه باسمه بل يأمر ملائكته بمحبة المستقيم و يُنزل الله له القبول في الأرض قال صلى الله عليه و سلم : ( إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل : إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء أن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض ) رواه البخاري و مسلم
أي كرامة تحققها يا عبد الله يوم يحبك من بيده ملكوت السماوات و الأرض
و أي فوز تظفر به حين يكون الكون كله خادم لك و ما أجمل قول القائل : من كان لله كان الله له و من كان الله له كان الكون كله له .
فهل تكون أخي الحبيب عبداً لله مستقيماً على أمره فتظفر بالكرامة الكبرى كما قال شيخ الإسلام رحمه الله : أعظم الكرامة لزوم الاستقامة .

سابعاً : لماذا الاستقامة ؟
لأنها سبب لولاية الملائكة للعبد و محبتها له كما قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) (فصلت:30 /31)
و هي محبة و ولاية تبدأ من السماء و لكن المستقيم يجني ثمارها في الدنيا و الآخرة فلا تسل عما تفعله الملائكة للمستقيم فهي تحفظه و تكلأه و ترعاه قال تعالى ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)(الرعد: من الآية11)
و هي تحضر مجالسه و تستغفر له و تدعوا له قال تعالى : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (غافر:7ـ9) .
و هي عند الموت تطمئنه و ترحب به و تسلم عليه و تبشره قال تعالى :
( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل:32)
أخي إنها حياة عظيمة بصحبة ملائكة الرحمن فأي أنس و أي سعادة ينعم بها من تصحبه الملائكة بالحب في الدنيا و الآخرة .

ثامناً : لماذا الاستقامة ؟
لأن الاستقامة لحاقٌ بركب الأنبياء و المرسلين و الصديقين و الشهداء
و الصالحين قال تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69)
وقد بين المولى سبحانه أن اللحاق بركب المستقيمن و الظفر بصحبتهم هي أمنية الأنبياء و المرسلين فذكر من دعاء سليمان عليه السلام : ( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل:19)
و حكى عن يوسف عليه السلام ابتهاله إلى ربه بقوله : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (يوسف:101)
حكى ذلك أيضاً من دعاء خليله إبراهيم عليه السلام : ( رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (الشعراء:83)
أخي الحبيب إني أدعوك إلى الفوز بصحبة هذا الركب المبارك هيا بارك الله فيك انظم إلى قافلتهم إنها أخي قافلة ربانها محمد بن عبد الله بصحبة أنبياء الله عليهم أفضل الصلاة و أزكى التسليم فهل تبادر باللحاق .

تاسعاًً : لماذا الاستقامة ؟
لأنها سبب لحسن الخاتمة فقد تكفل الله للمستقيمين المهتدين بحسن الختام كيف لا و هو وليهم كيف لا والملائكة بالبشرى تتلقاههم و بعدم الخوف و الحزن تغشاههم فالمستقيم على أمر الله يُختم له خير الختام فيوفق للنطق بالشهادتين روى معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إلا الله دخل الجنة ) رواه أبو داود والحاكم .
و قد يختم الله له بعمل صالح فيموت و هو يجاهد في سبيل الله أو يموت وهو صائم أو يموت هو يصلي أو يموت و هو حاج و قد يموت و هو يدعو إلى الله عز وجل أو يموت و هو تائب مقبل على اله عز و جل و لعلي أذكر لك أخي الحبيب بعض قصص المستقيمين الذين وفقهم الله لحسن الختام فمن تلك القصص :
ما رواه أبو سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ثم كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعه وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فأنطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة ) رواه مسلم وزاد في رواية البخاري قال قتادة قال الحسن : (فأدركه الموت فنأى بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له )
فتأمل أخي حال هذا الرجل بعد ما ارتكب من الجرم ما ارتكب لمّا عزم على التوبة إلى الله و بادر إلى سلوك طريق المستقيمين بل هاجر إليهم يحدث


لماذا الاستقامة ؟


شائع بن محمد الغبيشي

آداب إسلامية للتجول في الشبكة العنكبوتية



العالم الإلكتروني ليس مُجرَّدا من الأخلاق والآداب التي ينبغي الالتزام بها في الحياة التقليدية، إذ إن العالم الإلكتروني تكتنفه أخلاق العالم التقليدي، إضافة إلى بعض الآداب التي فرضتها طبيعة هذا العالم الإلكتروني الجديد , ولا نحسب أن الالتزام بمضمون هذه الآداب سيكون صعبا على أي منا؛ فنحن بحكم عقيدتنا الإسلامية وأصالتنا العربية من أصحاب الخُلق الحَسَن والأدب الرفيع، ومن المؤمنين بالسلوكيات الإنسانية المهذَّبة؛ ولهذا ليس من الصعب أن نطبِّق ما نتبنّاه من أخلاق في واقع الحياة اليومية على سلوكنا في عالم الإنترنت , ومن هذا المنطلق ، جاء مفهوم آداب الإنترنت (Netiquette) المشتقّ من التعبير الإنجليزي Net Etiquette (أي السلوكيات المهذبة عند استخدام الإنترنت)

• شكر النعمة
فمن المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة ، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة ، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم . والشكر قيد النعم ، فإذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها ، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة , والإنترنت نعمة امتن الله بها علينا وهذه النعمة تستوجب شكرا، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ما أنعم الله على عبد نعمة , فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها )) (1) ومن شكرها أيضا أن نحسن استخدامها ونجعلها وسيلة يرضى الله بها عنا ، وكفر هذه النعمة يكون بإساءة استخدامها بكافة الصور التي يعرفها من يستخدمون هذه الوسيلة

• الالتزام بعدم الإضرار بالآخرين
وتنبثق أهمية هذا المبدأ الرفيع من الكوارث التي تسببها ( الفيروسات والكراكرز ) والتي يمارسها أغلبية المفسدين على أنها نوع من الدعابة واللعب وتسلية الأوقات الفارغة واستعراض المواهب التقنية , لكن مع تفهم طبيعة هذين الخطرين يتبين لكل فاضل أن هذا العمل نوع من الفساد الكبير الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم
ففيروسات الحاسب الآلي أصبحت هاجساً لكل مستخدمي الكمبيوتر وخاصة مستخدمي شبكة الانترنت التي أضحت تسبب أضراراً لا تقل عن الأضرار التي تسببها الفيروسات التي تصيب الأحياء . وفيروس الحاسب الآلي في حقيقته هو برنامج من برامج الحاسب ولكن تم تصميمه بهدف إلحاق الضرر بنظام الحاسب , وحتى يتحقق ذلك يلزم أن تكون لهذا البرنامج القدرة على ربط نفسه بالبرامج الأخرى , وكذلك القدرة على إعادة تكرار نفسه بحيث يتوالد ويتكاثر , مما يتيح له فرصة الانتشار داخل جهاز الحاسب في أكثر من مكان في الذاكرة ليدمر البرامج والبيانات الموجودة في ذاكرة الجهاز
ومن أشهر المشاكل التي تسببها الفيروسات :
1-
تباطؤ أداء الكمبيوتر ، أو حدوث أخطاء غير معتادة عند تنفيذ البرامج 2- زيادة حجم الملفات ، أو زيادة زمن تحميلها إلى الذاكرة 3- سماع نغمات موسيقية غير مألوفة 4- ظهور رسائل ، أو تأثيرات غريبة على الشاشة 5- زيادة في زمن قراءة القرص المرن إذا كان محمياً ، وكذلك ظهور رسالة FATAL I/O ERROR ـ 6- تغيير في تاريخ تسجيل الملفات ، كما في فيروس "فيينا" الذي يكتب 62 مكان الثواني 7- حدوث خلل في أداء لوحة المفاتيح كأن تظهر رموز مختلفة عن المفاتيح التي تم ضغطها أو حدوث قفل في لوحة المفاتيح كما في فيروس EDV ـ 8- نقص في مساحة الذاكرة المتوفرة كما في فيروس "ريبر" الذي يحتل 2 كيلو بايت من على الذاكرة الرئيسة 9- ظهور رسالة " ذاكرة غير كافية " لتحميل برنامج كان يعمل سابقاً بشكل طبيعي 10- ظهور مساحات صغيرة على القرص كمناطق سيئة لا تصلح للتخزين كما في فيروس " PING PONG " الذي يشكل قطاعات غير صالحة للتخزين مساحتها كيلو بايت واحد .
وفي ظل تنامي استخدام الإنترنت وانتشارها كأداة من أدوات الأعمال في كل مكان , فقد بات من السهل إصابة أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر والشبكات بالفيروسات ، ولا يعود ذلك إلى فعالية الشفرة البرمجية الخبيثة فقط , بل نتيجة لتصميم تلك الشفرة كي تنتشر بسرعة عالية ، وقبل توفير العلاج اللازم لمقاومتها على شكل تحديثات ملائمة لها ، وفي الوقت الذي ينتقل فيه محور عمليات المستخدم من الإنتاجية الشخصية إلى الاتصالات تتطور تبعاً لذلك أنواع خبيثة من الفيروسات ووسائل عدوى مضرة .
ففي سان فرانسيسكو أفادت شركة أبحاث مستقلة أن الخسائر التي سببها فيروس الكمبيوتر (كود ريد) الذي ضرب شبكة الانترنت بلغت ما يقرب من 6ر2 مليار دولار في جميع أنحاء العالم .ورغم ضخامة المبلغ فهو مجرد جزء ضئيل من التكلفة الإجمالية للهجمات على نظم تشغيل الكمبيوتر. وقالت شركة كمبيوتر ايكونوميكس اوف كارلسباد ومقرها كاليفورنيا إن تكلفة هجمات فيروسات الكمبيوتر على نظم المعلومات في جميع أنحاء العالم حتى الآن تقدر بنحو 7ر10 مليار دولار مقارنة مع خسائر بلغت 1ر17 مليار دولار في عام 2000 و 1ر12 مليار دولار في عام 1999.وقال مايكل اربشلو [نائب رئيس الأبحاث بالشركة] إذا لم تظهر فيروسات جديدة (هذا العام) فسيكون إجمالي الخسائر أقل من السابق .. حوالي 15 مليار دولار. وأضاف قائلا : إن فيروس الحب الذي ضربت خمسون نسخة مختلفة منه أكثر من 40 مليون جهاز كمبيوتر منذ ظهوره في مايو أيار 2000 هو أكثر الفيروسات تكلفة حتى الآن إذ بلغ إجمالي خسائره 7ر8 مليار دولار.
وأفاد البحث أنه إضافة إلى فيروس (كود ريد ) فقد ظهرت فيروسات كبيرة أخرى في العام الحالي مثل فيروس (سيركام) الذي أصاب أكثر من 3ر2 مليون جهاز كمبيوتر وأحدث خسائر قدرها 035ر1 مليار دولار منها 460 مليون دولار أنفقت على تنظيف نظم التشغيل و575 مليون دولار تكلفة الإنتاجية المهدرة. أما (كود ريد) الذي أصاب أكثر من مليون جهاز كمبيوتر فتسبب في خسائر منها 1ر1 مليار دولار تكاليف تنظيف لنظم التشغيل و5ر1 مليار دولار تكاليف الإنتاجية المهدرة.
أما المخرِّبون الإلكترونيون الكراكرز ( Crackers) فهي كلمة تحمل في الإنجليزية معنى ( الكسر أو التكسير ) ومعناها العام بالنسبة لموضوعنا أن ( الكراكرز ) كلمة تعني التخريب والعبث والتحطيم ، وهي عبارة عن أسم أختاره لأنفسهم مجوعة من المخربين المهرة القادرين على اختراق أي شبكة أو أي جهاز حاسب ، ويستخدمون هذه المهارة في التخريب والسرقة والحصول على الأموال بطريقة غير مشروعة ، ولعلنا نذكر أن أشهر الكراكرز في العالم حتى وقتنا هذا , هو المخرب الكبير والعابث الأعظم ( كيفن ميتنيك ) الذي أصبح أسطورة في الكراكرز وأصبح هو مثلهم الأعلى ، نظراً لمواهبه الفذة وقدرته الفائقة في السرقة واللصوصية وتدمير الأجهزة والشبكات والمواقع بشكل عام ، وقد أصبح ( كيفن ميتنيك ) أشهر ( كراكرز ) بعدما نفذ أكبر عملية سرقة تاريخية إلكترونية عرفها العالم ، حيث قام بسرقة حوالي أكثر من 200000 رقم لبطاقات ائتمان سنة 1995
والإسلام كان سباقًا في محاربة الرذائل والفساد , قال تعالى : { ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} الأعراف 56، { كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} البقرة 60، { فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} الأعراف 74 { واللهُ لا يحب الفساد} البقرة205{ ولا تطيعوا أمر المُسرِفين . الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون}الشعراء 151-152 { إنما جزاءُ الذين يحاربون اللهَ ورسولَه ويَسعَونَ في الأرضِ فسادًا أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطَّعَ أيديهم وأرجلُهم من خِلافٍ أو يُنفَوا من الأرضِ ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم } المائدة 33 , ومما يدل على عِظَمِ جُرم الإفساد في الأرض أن الحق سبحانه جعله بمثابة محاربته ومحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان الحق سبحانه لا يُحارَب ولا يُغالَب، لما هو عليه من صفات الكمال ولما وجب له من التنزيه عن الأضداد والأنداد ، فإن محاربته سبحانه في الآية التالية مجازٌ عن محاربة عباده ، فعبَّر بنفسه سبحانه عن عباده إكبارًا لجُرم الاعتداء عليهم , وعلى العموم إذا تأملنا الآيات التي ذكر الله فيها الإفساد رأينا أن الله – تبارك وتعالى – إذا ذكر الإفساد بهذا اللفظ نفى الإصلاح ، أو ذكره معـه .لنعلم أن المفسدين يُـفسدون في الأرض ولا يُصلحون وقال صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) (2) فهل بعد كل هذه التوجيهات والتهديدات الربانية يطيب لمؤمن يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يضر بالآخرين وهو يعلم يقينا أنه من ضر أضر الله تعالى به في الدنيا وله سوء الدار في الآخرة

• الالتزام بالقانون
فالتصرّفات المخالفة للقانون في واقع الحياة تكون غالبا مخالفة للقانون على الإنترنت. ومن أهم أوجه هذا الالتزام احترام حقوق الملكية الفكرية للناشرين على الويب، لأن حقوق نشر ونسخ المواد الموجودة عليها (كالصور التوضيحية والأصوات وعروض الفيديو) محفوظة ومملوكة لأصحابها، وليس من حق أحد أن يُعيد نشرها أو أن يتصرّف بها إلا بإذن مُسبَق من أصحاب تلك الحقوق.

• آداب عامة
ــ لا تحجب معرفتك بالإنترنت والكمبيوتر عن الآخرين، فالعبد يُسأل يوم القيامة عن علمه من أين تعلمه وماذا عمل به
ــ قبل الانخراط في النوادي والملتقيات الموجودة على الإنترنت، ينبغي عليك أولا التحقّق من توجهاتها وأفكارها ودرجة محافظتها على خصوصية أعضائها وآلية انتقائها لمصادر المعلومات التي يتم ربطها مع الأعضاء.
ــ من أهم المخالفات الشرعية التي تتعلق بساحات الحوار والمنتديات :
1 ــ
كتابة الأخبار المكذوبة ، ونشر الشائعات المفتعلة ، خاصة وأنها مبنية في الغالب على المجاهيل .
2ــ
إيذاء المسلمين والتشهير بالمستورين منهم .
3ــ
تنقص علماء الأمة وحُرَّاس الشريعة ، ونشر زلاتهم ومثالبهم .
4ــ
تبادل الاتهامات الجائرة ، وإلقاء الكلام على عواهنه بلا بينة .
5 ــ
القول على الله بغير علم والتحدث في المسائل الشرعية والفتوى من غير المختصين .
ـــ يجب على المسلم أن يسعى إلى ذكر الله تعالى إذا نودي للصلاة ، فلا يشغله شيء عنها ، قال الحق سبحانه : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } ( النور 36-37 )
ـــ من أهم الأمور لمرتاد الإنترنت أن يحمي نفسه عن وقوع عينه على الحرام ، فالنظرة المحرمة سهم من سهام إبليس ، يفسد بها قلب المسلم بلذة عاجلة ، تعقب ندامة وحسرة آجلة ، والنظر إلى ما حرم الله تعالى يورث ظلمة في القلب ، ووحشة في الصدر ، وخمولاً وكسلاً عن طاعة الله تعالى ، وحرمانًا من حلاوة الإيمان ، ويزين به الشيطان الوقوع في الفاحشة ؛ حتى إذا وقعت استحوذ الشيطان على القلب فلعب به كما يلعب الصبي بالكرة ، فأورده المهالك
ـــ لا تجعل الإنترنت يشغلك ويضيع وقتك فيما لا نفع فيه ، فتتجول بين المواقع والمنتديات الساعات الطوال هدرًا لساعات عمرك ، على حساب واجباتك ، وحقوق الناس عليك من أهل ، ووالدين ، وولد ، وأرحام ، أو وظيفة تكسب فيها قوتك وقوت من تعول .

• آداب المحادثة عبر الماسنجر
من الخدمات التي تتاح عبر شبكة الإنترنت خدمة المحادثة مع الآخرين "الشات" وكثيرا ما يقع البعض في أخطاء في استخدامه لهذه الوسيلة، والتي من أخطرها المحادثة بين الجنسين لغير حاجة أو ضرورة معتبرة شرعا، والتي ينتج عنها من المخاطر ما لا يعلمه إلا الله، ولذلك فنؤكد على مراعاة خطورة هذا الأمر، وأن نغلق أبواب الشر والفتنة، قبل أن يندم المرء ولات حين مندم، ولنحذر وسوسة الشيطان وكيده ومكره فكثيرا ما يدخل من مداخل في ظاهرها الخير وفي باطنها الخراب والدمار. وسوف نلقي الضوء على بعض الأخلاقيات التي يجب أن نتحلى بها عند استخدامنا لهذه الوسيلة.
ـــ احترام الحالة التي يكون عليها الطرف الآخر : فكثيرا ما يكون المرء مشغولا أو قد يكون في محل عمله ومضطر للدخول إلى النت بحكم عمله وظروفه لا تسمح للتحدث مع الآخرين ومن ثم فيجب أن نحترم الحالة التي عليها الطرف الآخر (مشغول أو بالخارج) فلا ينبغي التحدث إليه في مثل هذه الحالة حتى لا نتسبب في عطلة الآخرين أو إحساسهم بالحرج إذا لم يتمكن من الرد على محدثه، وصدق الله العظيم حيث يقول ( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ) النور28
ـــ الاستئذان قبل الدخول في محادثة مع الآخرين : فمن الأدب قبل الدخول مع الغير في محادثة استئذانه سواء كان ذلك بإرسال رسالة عبر بريده الإلكتروني أو عبر الشات تخبره أنك تريد الحديث معه إن كانت ظروفه تسمح بذلك، ولا تنتظر منه ردا , فإن دخل معك في الحديث فخير، وإلا فلا يكن في صدرك حرج، فقد يكون :
1-
مشغولاً بقراءة موضوع معين 2 - غير موجود على الجهاز لكونه خرج للصلاة أو غير ذلك 3 - ليس هو الذي على الجهاز وإنما زوجته أو أخته وقد جعل الماسنجر يعمل بشكل تلقائي مع الاتصال بالانترنت 4 - في غمرة الرد على موضوع فكري أو أدبي مطروح وقد استجمع كامل قواه الفكرية والعقلية. 5 - مستعجلاً ويريد أن يرى رسالةً أو موضوعاً بشكل سريع فلا يمكنه الرد عليك .
ـــ المحافظة على أوقات الآخرين، وعدم الحديث دون حاجة أو ضرورة : فالوقت هو الحياة، وعلى هذا فلا تدخل مع غيرك في محادثة دون سبب، وإن احتجت إلى الحديث معه فليكن ذلك على قدر الحاجة مع الإيجاز في طرح الأفكار , فخير الكلام ما قل ودلّ ، ولا داعي للإسراف والثرثرة في الحديث فهي دليل على نقص العقل ورقة الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ ) رواه الترمذي وأحمد . وقال عطاء:'بترك الفضول تكمل العقول'. وقال القاسمي:'إياك وفضول الكلام؛ فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ، ويحرك من عدوك ما سكن ؛ فكلام الإنسان بيان فضله ، وترجمان عقله ؛ فاقصره على الجميل ، واقتصر منه على القليل .
وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا، والواجبات أكثر من الأوقات، فما أحوجنا أن نكون حريصين على مراعاة شعور الآخرين وألا نتسبب في ضياع أوقاتهم ، فبعض الناس أوقاتهم من ذهب والبعض الآخر أوقاتهم من تراب أو أقل من ذلك ، والمفترض بالمسلم ألا يضيع وقته فالوقت هو الحياة، وبدلا من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه فيمكن الاستفادة بالوقت في أي عمل يعود بالنفع في الآخرة والأولى . فإذا دخلت على أحد إخوانك في برنامج الماسنجر، فإذا كان عندك موضوع معين فاطرحه .. وناقش أو خذ رأي محدثك فيه , أما أن يكون الماسنجر بالنسبة لك أداة لتضييع الوقت .... فهذا لا يليق بالمسلم ، ولا أعني أن تكون جميع المحادثات جدية ، فهذا شاق على النفس .. إنما أعني بهذا أن لا تكون عادتك أن تستخدم هذا البرنامج لمجرد إضاعة الوقت .
ـــ مراعاة عدم تغيير الاسم على الماسنجر: ينبغي مراعاة عدم تغيير الاسم على المسانجر فكثيرا ما نرى البعض كل يوم له اسم مما يجعل محدثه في حيرة لمعرفته، لأن الإنسان يعرف الشخص من اسمه الذي يتعامل به وقل أن يحفظ بريده ، فلا تجهد الآخرين في معرفتك حتى لا تشتت الأذهان وتكون سببا في حيرة الآخرين.
ـــ عدم التسمية باسم ذكر معين أو آية قرآنية على الماسنجر: العاطفة الإسلامية تجعل بعض المتحمسين يقعون في خطأ شرعي من حيث لا يشعرون، فأحيانا تجد من يسمي نفسه على الماسنجر باسم آية قرآنية أو ذكر معين ، وقد يأخذ الحديث مجراه بطريقة لا تليق بالأدب مع الله تعالى
ـــ حسن الظن بالآخرين : يجب علينا أن نحسن الظن بالآخرين وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء الظن فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) الحجرات12 وهذا كقول البعض " بالأمس تحدثت معك أكثر من مرة ولكنك لم ترد علي " ، أو غير ذلك من التعليقات التي لم يفعلها الطرف الآخر عامدا , والعجيب أن البعض يجزم بأنه عرف ماذا يريد الآخر وأن كلامه وصله , وأنه لم يُرِدْ أن تَرُد عليه ! فلماذا لا نحسن الظن بإخواننا خصوصا وأن خطوط الهاتف بطيئة جدا ، وكثيرا ما تحصل مثل هذه الحالات ؟ وكثيرا ما تخرج من هذا البرنامج ولكن اسمك يبقى وكأنك مازلت متصلا بالإنترنت . ولهذا علينا أن نحسن الظن بالإخوة وبدلا من أن تقول : " كلمتك ولم ترد علي " ... قل : " هل وصلك كلامي أم لم يصل ؟
ـــ الإضافة: عندما تريد أن تضيف شخصا ما إلى قائمة أصدقائك فإن عليك أن تنتبه لأمرين مهمين:
الأمر الأول: أن يكون من تضيفه رجلا إذا كنت رجلا، وامرأة إذا كنتِ امرأة .. فإنه لا يحسن بالرجل أن يتحدث مع المرأة في الماسنجر وذلك درءا للفتنة التي قد تحدث بسبب ذلك، فالشيطان يتربص بنا الدوائر، وإن كانت هناك حاجة ملحة لهذه المحادثة فلتكن على قدر ، الحاجة فقط .
الأمر الثاني :
البعض يتضايق من الإضافة التي لا يسبقها استئذان ، ولهذا يفضل أن ترسل رسالة لمن تريد إضافته معك فتستأذنه في إضافته إلى قائمتك.
ـــ البدء بالسلام قبل الحديث: ينبغي قبل الدخول في الحديث أن نبدأ بتحية الإسلام وهي السلام عليكم، وإذا كان صديق لم تره أو لم تحدثه منذ زمن فعليك أن تسأله عن أخباره وتطمئن عليه، قبل الدخول في موضوع الحديث، مع مراعاة عدم الإطالة في السلام بصورة تدفع إلى الملل.
ـــ الاستئذان وإلقاء السلام قبل إنهاء الحديث: فينبغي استئذان من تحدثه وإعلامه بإنهاء الحديث معه، وألا نغفل أن ننهي الحديث بالسلام كما بدأنا

• آداب البريد الإلكتروني:
ـــ عدم الإسراف في طول وثيقة البريد الإلكتروني، وإذا تحدّثت فأوجز فإن كثير الكلام يُنسي بعضه بعضا.
ـــ الكتابة بلغة سليمة وواضحة ومفهومة للطرف الآخر.
ـــ مراعاة استخدام الصِيَغ القديمة (legacy formats) للوثائق الإلكترونية، لضمان توافقية وثيقة البريد الإلكتروني المرسَلَة مع البرمجيات القديمة التي قد تكون قيد الاستخدام لدى مستقبِل الرسالة.
ـــ تحاشي الإفراط في تنسيق الوثائق الإلكترونية، والحرص على الابتعاد عن استخدام الخطوط الزخرفية المُعَقَّدة أو الغريبة لأن ظهورها على أجهزة المتلقين سيكلفهم جهدا ووقتا، وقد لا يتمكن أغلبهم من فهم معانيها.
ـــ في الرسائل الودّية أو غير الرسمية، يُمكنك أن تستخدم في وثائقك الإلكترونية بعض الاختصارات المتداولة باللغة الإنجليزية؛ وذلك لتقليل عدد الكلمات في الوثيقة الواحدة مثل How are you واختصارها How r u
ـــ في الرسائل غير الرسمية، يُمكنك الاستعانة بالأشكال التعبيرية (Smilies) للإشارة إلى الانفعالات والعواطف التي تظهر على الوجه. وقد ينوب شكل من هذه الأشكال عن العديد من السطور
ـــ العناية بانتقاء التحية الافتتاحية للوثيقة الإلكترونية، ولاسيّما في مراسلات الأعمال والرسائل الرسمية.
ـــ الحرص على إضافة التوقيع الشخصي في خاتمة الوثائق الإلكترونية لتعريف قارئ الوثيقة بك؛ لأن الكثير من الشركات تمنح موظفيها عناوين إلكترونية غامضة (أي تظهر للمستقبِل على شكل أرقام ورموز لا تشير إلى شخص المُرسِل من قريب ولا من بعيد).
ـــ تحري الأمانة في الوثائق الشعاعية (Threads) بنوعيها الخيطية (من شخص واحد إلى شخص واحد) والتشعّبية (من شخص واحد إلى عدّة أشخاص)؛ وذلك بالمحافظة على الوثيقة الإلكترونية الأصلية والردود المحتواة فيها دون أي تغيير، ليتمكن القارئ من متابعة الردود التي أُرفقت بها.
ـــ احترام الخصوصية الشخصية (Privacy) لوثائق الآخرين التي قد تصلنا بالخطأ. وينبغي توجيه هذه الرسائل إلى العناوين الصحيحة أو إعادتها إلى عنوان المرسِل وعدم استغلال محتوياتها
ـــ احترام حقوق الملكية الفكرية (Intellectual Property) في المواد المُرسلَة عبر البريد الإلكتروني؛ لأن الاستيلاء على النتاج العقلي والإنساني سرقة.
ـــ المحافظة على محتوى الوثائق البريدية التي يُعاد توجيهها (forward- reply) إلى الآخرين؛ إذ لا يجوز إجراء أي تغيير فيها إلا بإذن مُسبَق من صاحب الوثيقة الإلكترونية الأصلية
ـــ تجنب الرسائل المسَلْسَلَة (Chain letters)، وهي رسالة يُبعَث بها إلى مجموعة من الأشخاص على التوالي، ويقوم كل فرد من المجموعة بإرسالها إلى مجموعة أخرى. وفي معظم الأحيان، يغلب على هذه النوعية من المراسلات طيش الغاية وتفاهة المحتوى فهي تندرج في قائمة المُحرّمات على الإنترنت؛ لما تسببه من هدر للوقت ولموارد الشبكة

د/ خالد سعد النجار
E-MAIL: alnaggar66@hotmail.com

الهوامش
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 514 وقال: لا أعلم في إسناده أحدا ذكر بجرح ولم يخرجاه
(2) رواه مسلم عن جابر


آداب إسلامية للتجول في الشبكة العنكبوتية


د/ خالد سعد النجار

فقط ( 28 ) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد …
فكثير من المسلمين - هداهم الله – لا يحسنون الكيفية الصحيحة للصلاة إما جهلاً أو عدم حرص على أدائها على الوجه المشروع …. ولهذا فإني أسوق لك الكيفية الصحيحة لأداء الصلاة في 28 خطوة ميسرة فاحرص على تعلمها وتعليمها لغيرك .
قال الشيخ / محمد بن عثيمين رحمه الله :
الصلاة: عبادة ذات أقوال وأفعال أولها التكبير وآخرها التسليم. وإذا أراد الصلاة فإنه يجب عليه أن يتوضأ إن كان عليه حدث أصغر، أو يغتسل إن كان عليه حدث أكبر، أو يتيمم إن لم يجد الماء أو تضرر باستعماله، وينظف بدنه وثوبه ومكان صلاته من النجاسة.
كيفية الصلاة:
1 - أن يستقبل القبلة بجميع بدنه بدون انحراف ولا التفات.
2 - ثم ينوي الصلاة التي يريد أن يصليها بقلبه بدون نطق النية.
3 - ثم يكبر تكبيرة الإحرام فيقول: (الله أكبر) ويرفع يديه إلى حذو منكبيه عند التكبير.
4 - ثم يضع كف يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى فوق صدره.
5 - ثم يستفتح فيقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد).
أو يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك).
6 - ثم يتعوذ فيقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
7 - ثم يبسمل ويقرأ الفاتحة فيقول: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:1-7]
ثم يقول (آمين) يعني اللهم استجب.
8 - ثم يقرأ ما تيسر من القرآن ويطيل القراءة في صلاة الصبح.
9 - ثم يركع، أي يحني ظهره تعظيماً لله ويُكبر عند ركوعه ويرفع يديه إلى حذو منكبيه. والسنة أن يهصر ظهره ويجعل رأسه حياله ويضع يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع.
10 - ويقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات، وإن زاد: (سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي) فحسن.
11 - ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً: (سمع الله لمن حمده) ويرفع يديه حينئذ إلى حذو منكبيه. والمأموم لا يقول سمع الله لمن حمده، وإنما يقول بدلها: (ربنا ولك الحمد).
12 - ثم يقول بعد رفعه: (ربنا ولك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد).
13 - ثم يسجد خشوعاً السجدة الأولى ويقول عند سجوده: (الله أكبر) ويسجد على أعضائه السبعة: الجبهة والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ويجافي عضديه عن جنبيه ولا يبسط ذراعيه على الأرض، ويتسبقل برؤوس أصابعه القبلة.
14 - ويقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات، وإن زاد: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) فحسن.
15 - ثم يرفع رأسه من السجود قائلاً: (الله أكبر).
16 - ثم يجلس بين السجدتين على قدمه اليسرى، وينصب قدمه اليمنى، ويضع يده اليمنى على طرف فخذه الأيمن مما يلي ركبته، ويقبض منها الخنصر والبنصر، ويرفع السبابة ويحركها عند دعائه، ويجعل طرف الإبهام مقروناً بطرف الوسطى كالحلقة، ويضع يده اليسرى مبسوطة الأصابع على طرف فخذه الأيسر مما يلي الركبة.
17 - ويقول في جلوسه بين السجدتين: (رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني).
18 - ثم يسجد خشوعاً منه السجدة الثانية كالأولى فيما يُقال ويُفعل، ويكبر عند سجوده.
19 - ثم يقوم من السجدة الثانية قائلاً: (الله أكبر) ويصلي الركعة الثانية كالأولى فيما يُقال ويفعل إلا أنه لا يستفتح فيها.
20 - ثم يجلس بعد انتهاء الركعة الثانية قائلاً: (الله أكبر) ويجلس كما يجلس بين السجدتين سواء.
21 - ويقرأ التشهد في هذا الجلوس فيقول: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال) ثم يدعو ربه بما أحب من خيري الدنيا والآخرة.
22 - ثم يسلم عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك.
23 - وإذا كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية وقف عند منتهى التشهد الأول وهو: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
24 - ثم ينهض قائماً قائلاً: (الله أكبر) ويرفع يديه إلى حذو منكبيه حينئذ.
25 - ثم يصلي ما بقي من صلاته على صفة الركعة الثانية، إلا أنه يقتصر على قراءة الفاتحة.
26 - ثم يجلس متوركاً فينصب قدمه اليمنى ويخرج قدمه اليسرى من تحت ساق اليمنى ويُمكن مقعدته من الأرض، ويضع يديه على فخذيه على صفة وضعها في التشهد الأول.
27 - ويقرأ في هذا الجلوس التشهد كله.
28 - ثم يسلم عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك.

هذه المادة من رسالة بعنوان الصلاة الصلاة / ومعها ملحق للشيخ /محمد العثيمين / دار الوطن


فقط ( 28 ) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة


إبراهيم الحدادي

ملخص لظاهرة ضعف الإيمان



أولا : من مظاهر ضعف الإيمان .

1) الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات .
2) الشعور بقسوة القلب وخشونته : قال تعالى :{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة }.
3) عدم إتقان العبادات : ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها ،
4) التكاسل عن الطاعات والعبادات : قال الله تعالى { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى } .
5) ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع حتى كأن على الإنسان ثقلاً كبيراً ينوء به ،
6) عدم التأثر بآيات القرآن لا بوعده ولا بوعيده ولا بأمره ولا نهيه …
7) الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه : وقد وصف الله المنافقين بقوله : { ولا يذكرون الله إلا قليلا }
8) عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله :
كما أخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث : (( أسود مربادا ( بياض يسير يخالطه السواد ) كالكوز مجخيا ( مائلا منكوسا ) لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه )). رواه مسلم
9) حب الظهور:
وهذا له صور منها :
أ : محبة تصدر المجالس : وقد حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقوله :
(( ا اتقوا هذه المذابح - يعني المحاريب -)) رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع 120
ب : محبة أن يقوم له الناس : قال صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يمثل له عباد الله قياما فليتبوأ بيتا من النار )) رواه البخاري
10) الشح والبخل :
فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، بقوله : (( إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح ، أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأ مرهم بالفجور ففجروا )) . رواه النسائي وهو في صحيح الجامع 2678
11) أن يقول الإنسان مالا يفعل قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون } .
12) احتقار المعروف ،وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة :
قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك من في إناء المستسقي ، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط )) .مسند الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 1352
13) عدم الاهتمام بقضايا المسلمين :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس )) . مسند الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 1137
14) انفصام عرى الأخوة بين المتآخيين .
قال صلى الله عليه وسلم (( ما تواد اثنان في - الله جل وعز – أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب ( وفي رواية : ففرق بينهما إلا بذنب ) يحدثه أحدهما )) . رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وهو في السلسلة الصحيحة 637
15) الفزع والخوف عند نزول المصيبة .
16) كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب :
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )). أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 5633
17) التعلق بالدنيا ، والشغف بها ,
13) المغالاة في الاهتمام بالنفس مأكلا ومشربا وملبسا ومسكنا ومركبا .

ثانيا : من أسباب ضعف الإيمان .

1. الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس يقول الله عز وجل :
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون } .
2. الابتعاد عن ا لقدوة الصالحة .
3. الابتعاد عن طلب العلم الشرعي .
4. وجود الإنسان المسلم في وسط يعج بالمعاصي .
5. الإغراق في الاشتغال بالدنيا .
يقول عليه الصلاة والسلام : ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم )) رواه البخاري
6. الانشغال بالمال والزوجة والأولاد ،
يقول الله –عز وجل- { واعلموا أ نما أموالكم وأولادكم فتنة } سورة الأنفال آية 28
7. طول الأمل :
قال الله تعالى : { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون } .
8. الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة ، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :
(( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) . رواه ابن ماجة وهو في صحيح الجامع 7435

ثالثا : علاج ضعف الإيمان

(1) تدبير القرآن العظيم . قال الله _ عز وجل _ { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } .
(2) استشعار عظمة الله عز وجل، ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر فيها وعقل معانيها واستقرار هذا الشعور في القلب وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل بما وعاه القلب فهو ملكها وسيدها وهي بمثابة جنوده وأتباعه فإذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت .
(3) طلب العلم الشرعي : قال الله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء }.
(4) لزوم حلق الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الأيمان :
قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يقعدن قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )) . رواه مسلم
(5) الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها وهذا من أعظم أسباب العلاج .
وينبغي أن يراعي المسلم في مسألة الأعمال الصالحة أمورا منها :
أ. المسارعة إليها :
لقوله تعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض } .
و قال الله تعالى :{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض }.
ب. الاستمرار عليها :
يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عن ربه في الحديث القدسي : (( وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه )) البخاري
ت. المداومة على الأعمال الصالحة :
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال ( أدومها وإن قل ) رواه البخاري
ث. الاجتهاد فيها :
قال تعالى : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم }.
(6) تنويع العبادات :
أتى النبي ، صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم : (( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ، أرحم اليتيم وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلين قلبك وتدرك حاجتك )) .رواه الطبراني وله شواهد
(7) الإكثار من ذكر الموت :
يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم (( أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت )) رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع 1210
(8) ومن الأمور التي تجدد الإيمان في القلب تذكر منازل الآخرة .
(9) التفاعل مع الآيات الكونية :
روى البخاري ومسلم وغيرهما (( أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه )
(10) ومن الأمور بالغة الأهمية في علاج ضعف الإيمان ذكر الله تعالى وهو جلاء القلوب وشفاؤها عند اعتلالها ، وهو روح الأعمال الصالحة وقد أمر الله به فقال : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكر كثيرا }.
(11) ومن الأمور التي تجدد الإيمان مناجاة الله والانكسار بين يديه عز وجل :
قال صلى الله عليه وسلم : (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )) .رواه مسلم
(12) قصر الأمل : فال تعالى { كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } .
(13) التفكير في حقارة الدنيا : قال الله تعالى { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }
(14) تعظيم حرمات الله : يقول الله تعالى : { ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه } .
(15) الولاء والبراء أي موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين .
(16) محاسبة النفس يقول جل وعلا : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } .
(17) وختاما ، فإن دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها كما قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ))

بتصرف من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان
لفضيلة الشيخ /محمد المنجد


ملخص لظاهرة ضعف الإيمان


إبراهيم الحدادي

أتقن العمل فالناقد بصير


قال تعالى ( ليبلوكم أيكم أحسنُ عملا) قالوا أصوبه وأخلصه
وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) السلسة الصحيحة 1113..
أن تعبد الله كأنك تراه هذا هو كمال الإتقان ... ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
أن تعلم قبل أن تعمل ذاك قمة الإتقان ( باب العلم قبل القول والعمل ) ( فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )
أن تراقب الله في سرك كـ علانيتك ذلك هو الإخلاص في الإتقان ( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين )
أن تحرص على محاسبة نفسك بإستمرار هذا هو الحرص على الإتقان ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا )
أن تأخذ بإسباب الإتقان وتبذل الجهد الصادق في ذلك هذا هو طريق الإتقان ..( فخذها بقوة )
فالله قد وصف نفسه بالأتقان ( صنع الله الذي أتقن كل شيء )

أتقن العمل فالناقد بصير
وللسلف والخلف في أتقان العمل ما يجعلنا نتخذ منهم قدوة لنا في الحرص على مثل ما كانوا عليه من إتقان العمل وإخلاصه لله ..
فهذا ابو بكر الصديق رضي الله عنه الخليفة الأول يتعاهد إمرأة عمياء يكنس بيتها ويعد طعامها ويصلح من أمرها وهي لا تعلم من هو !! أتقن العمل فالناقد بصير

وهذا عمر ابن الخطاب فاروق هذه الأمة يحمل الطعام إلى إمرأة وأطفالها في ناحية من المدينة أصابهم من الجوع ما أصابهم فلما شبعت وأطفالها قالت له يرحمك الله كنت أولى بهذا الأمر من عمر !!
تقصد الخلافة وهي لا تعلم أنه عمر !
وتلك الفتاة تقول لأمها ( إن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا ) أتقن العمل فالناقد بصير
وقال أحدهم طلبنا العلم لغير الله ( فملا أُتقن العمل ) أبي أن يكون إلا لله ...
ويذكر البعض عن الشيخ ابن عثيمين أنه كان يخصم من رابته قيمة الفروض التي لا يصليها إماما في مسجده أتقن العمل فالناقد بصير

قال أحدهم
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل " = " خلوت ولكن قل عليّ رقيب

وقال آخر :
وإذا خلوت بريبة في ظلمة "=" والنفس داعية إلى العصيانِ
فاستحيي من نظر الإله وقل لها "=" إن الذي خلق الظلام يراني

أتقن العمل فالناقد بصير


فالأتقان هو طريق الفلاح في الدنيا والآخرة ..
فالأتقان في العدل هو أساس البقاء والأنتصار ( والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ..
ومثله إتقان القول فهو أساس السمو والرقي بأخلاق العبد المؤمن حتى لا يُلقى بقوله في النار سبعين خريفاً .
والعمل بلا أتقان مردود على صاحبه ( أرجع صلِ فأنك لم تصلِ )

والإتقان هو سبب التفوق ايضاً في الدنيا ولو نظرت إلى الوقع لوجدت الأمثلة شاهدة على ذلك ..
اسأل نفسك كيف استطاعت اليابان أن تخرج من المحرقة النووية مرة أخرى !
وكيف استطاع اليهود التحكم في كل قرارات العالم بعد إن كانت أمة مشردة !
إنه الإتقان ... ( عجباً لجلد الكافر .... وضعف المؤمن ) .
ومن هنا نعلم أن سبب تخلفنا إن صح التعبير في بعض مجالات الحياة هو فقدان روح الإخلاص والإتقان في العمل ..
نملك كل ما يملكه اولئك القوم من خيرات وطاقات وقدرات ولكنه التفريط في الإتقان وانتشار الفوضى والتكاسل .. ( عجباً لجلد الكافر .... وضعف المؤمن )

ختاماً أوصى نفسي وإخواني بأن نحرص على إتقان العمل وخصوصاً ونحن في شهر الخيرات ( رمضان ) وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم :
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري،
والله تعالى أعلم ..


أتقن العمل فالناقد بصير


مسك

رسالة دعوة إلى كل شاب


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه المجد،

أمـا بعــد: فمـن الفقير إلى ربه أبي عبد الله معيلي الشمراني إلــــى كـــل شــــاب ،

إلــــــى من مـــلّ السير في طريق الهلاك وطريق الغواية،........إلـى من يريد السعــــــــــادة،.......إلــــــــى من يريد أن يتعرف على طريــــق الاستقامة،..... إلــــــــى من تدعوه نفسه المطمئنــة إلى الطاعة وتزين له نفسه الأمارة بالسوء الذنوب والمعاصي،....... إلــــــى من أسره الهوى، وتمكن من قياده الشيطان.

الســـــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فيا أخــــي الحبيب، كلمات صادقة، ودليل محبة، ولغة تواصل، وباقة ورد أنثرها بين يديك، راجياً من الله أن تمس حروفها شغــــاف قلبــــــــــك، وأن تهز سطورها أركان فؤادك، فمنه سبحانه العون وعليه التكلان.

أخــــي العزيز: أشهد الله أنني أحبك في الله، ومصـــداقاً لذلك فهذه رسالة ابعثها إليك وأنا لك ناصح وعليك مشفق وحريص على سعادتك وهنائك في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

أخــــــي العزيز: قد سطرت إليك هذه الرسالة فأبى قلمي أن يكتبها إلا إذا عصرت على مداده لواعج الحسـرات وسواكب العَبَــرات، فأعطيته ذلك فها هو يكتب بليلاً، رقيقاً، ليهديك أخي هذه الكلمات.

أخـــــي الحبيب: متّعني الله وإيّاك بالصحة وأسبغ علينا جلباب العافية، وأسدل علينا أستار طاعته ومحبته، .....أخــــــــي بعد ما لم نستطع أن نجلس سوياً نتجاذب أطراف الحديث ونشكي هموم بعضنا لبعض فأنني كتبت لك هذه الرسالة التي أملاها قلبي، وحملها إليك النصح والحرص على ما ينفعك، فأملـــــــــي أخي فيك أن تفتــح لها أبواب قلبــــــك، وتضمّنها في سويدائــــــــــــه، فإن فعلت أخي فإنك أن شاء الله لن تعدم خيراً تجده فيها،

أخــــي الحبيب واللـه العظيم لو كنت أملك الهداية والسعادة لبذلتهــــــــا لك من أول وهلة، لكي أخرجك مما أنت فيه من الهموم والأحزان، والتعب والنصب والأرق، ولكنني أستطيع كغيري بإذن الله فعل السبب من كلمة طيبة ونصح صادق وتوجيه وإرشاد فخذها من قلب محب، فهــــل قلب الحبيب يســــــــــمع ؟؟؟!!

أخــــــي الحبيب: إنني أعرف فيك خيراً كثيراً، فأسمح لي أن آخذك بعيـــــــداً بمفــــردك عن طيش الشباب وشهوات النفس، بعيــــــداً عن وسائــــــل الفســــاد والضيــــــــاع، بعيداً عن المعاصي والآثام، بعيداً عن المغنين والمغنيات، بعيداً عن التقليد الأعمى، بعيــــــــداً عن رفقـاء السوء، بعيداً عن المظللين والمظلين والمخادعين، بعيداً عن كل المؤثرات والمنغصات.

أخـــــي وصديقي: أريدك أن ترجع معي إلى الوراء قليلاً، فأنت تريـــــــــــــد أن تكون سعيداً، مســـروراً، فرحاً، مازحاً، تبتسم للصغير والكبير، تُداعب هذا وتمزح مع ذاك، تود أن تكون سعيداً مرتاح النفس والضمير والقلب، لا همّ ولا غم ولا ضيق ولا (طفش).

أخــــــي الحبيب: بعد ما عرفت وسمعت عنك كل هذا، أريد أن أخاطـب قلبك الطيــب، ونظراتك البريئة، وفطرت الخير فيك، نعم أريد أن أخاطب فيك الشاب البسيط الحيّ لألتقي معك لقاء لا يرتبط بالمادة، ولا بالمصلحة، ولا بالمجاملة، لقاء الأخ لأخيــــه الرحيم البــار به، اسمعها مني كلمات وادعة، ومشاعر نابغة من القلب، فأرجو أن تكون هذه الرسالة لقاء القلب بالقلب، يعبر عنها اللسان ببيان رقيق جميل، وحس مرهف.

ســــــؤال ؟

أخـــــي الحبيب: أريد أن أسألك سؤالاً وآمل أن تجيب عليه بكل صراحة بعد خشوع وتفكر وخضوع وهو: أيـــــــــن الآباء والأجداد..! وأين الكثيرين من الأهل والأحباب ؟ !! بل كيـــــــف تُجيـب ربك يوم تقــف بيــن يديــه حافي القدمين، عاري الجسد، شاخص البصر، بل كيــــــف تُجيب الملكـان عندما يُحثا عليك التراب، ويفارقك الأهل والأصحاب، عندما تكون في ضيق اللحـــــود! ومراتع الـــــــــــدود!، فلا أم تؤانسك ولا صديق يخاطبك ويمازحك؟ ، ستجد الجواب مصحوباً بدموع الحزن ... وأزيز القلوب على الفراق، هم تحت طيات الثرى والتراب ؟!! نعم هذا هو المــــــــآل... وهذا هو المصيـــــــــــــــر...؟؟!

همســــة :

أخـــــي الحبيب: إذا كان الأمــر كذلك:
فعلى صاحب البصر الناقد أن يتـــــــــــزود من نفســه لنفســه، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لمرضه. فما بعد المــــــــــوت من عتـــــــــاب، ولا بعد الدنيا ســـــــــــوى الجنــــة أو النـــــــار، فمن هنا فأنني أهمــــــس في أذنك وأدعــــــوك للانضمام لقوافل الخير التــي تُضـــــــيء لك النور بإذن الله وتدلك على طريق الخير والفلاح والصلاح والنور، وتبعـــــــــدك عن طريق الفساد، والشر، والضياع والظلام، والوحشة، والهم، والغم، إن شاء الله !!!.

وقفــــــة:

أخـــــي الحبيب: إذاًً لا بد من وقفة صادقة مع النفس وقفــــة محاسبـــــة ومساءلة، فوالله لتموتن كما تنام، ولتبعثن كما تستيقظ، ولتجزين بما تعمل، فجنة الخلد للمُطيعين، ونار جهنم للعاصين.

أخـــي الحبيب، من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته، ثم اشتـــــدت عليه حســـــــــــراته، وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة، وتقوده أيامه إلى المزيد من الردى والشقاوة، وأعلم إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين، وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين، فأنتبه بإيقاظه، وأعتبر بألفاظه

أخــي الحبيب, من غرّه شبابه فنســــــي فقـــــــــــدان الأقــــــــــــــران، وغفل عن سرعـــة المفاجـــــــآت، وتعلــــــــــق بالآمـــــــال والأمانـــــــي فما هي والله إلا أوهام الكسالى، وأفكار اللاهين وما الاعتماد عليها إلا بضائع المغبونين، ورؤوس أموال المفاليس،.... والتمني والتسويف إضاعـة للحاضر والمستقبل.

إيّاك والتسويـــــــف:

أخــــــي الحبيب: إنك الآن في مقتبل عمرك وفي سن الشباب والقوة والفراغ، وقد اغتـــر كثيرٌ من الشباب بهذا الســـن فقالوا: دعونا نمتع أنفسنا في شبابنا، وسوف نتدارك ذلك إذا تقدمت بنا السن ونســـــــــوا أن المـوت يأتي في أي لحظة.

هل أكثر الشباب ســـــعداء ؟

أخــــــي الحبيب: هل أكثر شبابنا اليوم سعداء ؟ الجواب لا !! ولو تأملت في أحوال الكثير منهم لوجدتهم على حال سيئة، وإن رأيت منهم الابتسامة والضحكة ؟! ولو سألت أحدهم: هل أنت سعيد في حياتك ؟ وهــــل ضحكك ومزاحك مع الآخرين نابــــع من سعـادة حقيقيـــــــة ؟! ,
لرد عليك بقوله : والله لولا ما أتناسى ما أنا فيه لرأيتني مرمياً على الأرض لا أستطيع الوقوف من ثقل ما أحمل من هموم الدنيا ، نعم هذه الحقيقة ، ......وأي هموم يحملونها ؟! هموم ماذا التي أثقلت عليه !!! همــــوم هذا الدين والدعـــــوة إليه ؟ أم هموم القدس وتدنيس اليهود لها ؟! أم هـــــموم الأمة الإسلامية وتكالب الأعداء عليها ؟!...... ولو سألته أين توجد السعادة ؟ وهل بحثت عنها ؟ لقال لك : لا سعادة في هذه الدنيا أبداً ، ولقد بحثت عن السعادة في كل مكان ولم أجدها !!!
ولو سألته عن حاله وحال رفقائه الشباب لقال: صدور ضيقة، وأموال ضائعة، وتصرفات طائشة، وسهرات دائمة، وجلسات فارغة، ولا نعـــرف لنا قيمة ولا لحياتنــا معنـــــى ولا يقدرنا أحد، ونكره أنفسنا دائماً ونتمنى الموت من ضيق ما نحن فيه !!! لماذا هذا كله ؟؟؟ !! .

لمـاذا شبابنا لم يجدوا السعادة ؟

أخــي الحبيب: أتعلم لمــــاذا شبابنا لـم يجــدوا السعــادة؟
لأنهم بحثوا عن السعادة في اللهو والطرب والسهر والدخان والمخدرات والمسلسلات وصفحات الإنترنت المشبوهة والمجلات الخليعة الماجنة و ... ؟ فلم يجدوها ! بحثوا عن السعادة في غيـــــر محلها، بحثوا عنها في المحــرمات بشتى أنواعها فلم يجدوها ولن يجدوها ! ! لأن الله يقول عز وجل [ ومن أعـــــــــــــرض عن ذكـري فإن له معيشة ضنكــــــــا]، فهم بعيدين عن الله ويبحثون عن السعادة ؟؟ فكيــــــــــف يجدونها وقـــــد هجروا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهما السعادة والنجاة، نعم هذا هو حال شبابنا اليوم.

أخـــــي الحبيب: أرجو الله أن لا نكـــــــــون ممن ضيّـــع دربه وتـــاه في طريقه، ويا سبحان الله العظيم ما أبين الطريق، وما أوضح الدرب، وما أسعـــــــــــد الركــــــب علــى سير الصحابة والسلف رضوان الله عنهم أجمعين.

أيـن توجد السعادة ؟

أخـــــــي الحبيب: إذاً أيــــن توجد السعادة ؟ لكي نجيب على هذا السؤال أقرأ قوله سبحانــه وتعالى [ من عمـــــــــــــل صالحــاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينــــــــــه حياة طيبــة ]، فاعلم رحمك الله أن السعادة الحقيقية هي السعادة الداخلية سعادة القلب وبهجته، وانشراح الصدر وسعته، ولــــــن يكـــــــــــون هذا أبداً إلا في التقـــرب إلى الله والالتزام بتعاليم دينه... ذلك الدين الذي تخلى عن صدق تطبيقه كثير من الشباب,.. وأملنا أن يعودوا لرحابه, ففيه كــل الطمأنينة والفرح والسرور, قـال تعالى [ الذين آمنــــوا وتطمئــن قلوبهم بذكر الله ألا بذكــر الله تطمئــــــــن القلــوب ].

أخـــــي الحبيب: إذا أردت السعادة في الدنيا والآخرة فسوف تجدها بشرط أن تتبع أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وطاعتهما بدون اعتراض أو تردد ، وإيّــــــــــــاك ومَـــــنْ يصور لك هذا الدين بأوامره وتكاليفه أنها نوع من تقييد الحرية وحرمان من المتع الدنيوية ، فهؤلاء لا يريدون لك إلاّ السعادة المزيفة والمتعة المؤقتة ثــــــم تكــون الحســـــــــــــرة في الدنيا والعذاب في الآخرة ، نسـأل الله العافية .

أخــــــي الحبيب: أنني أدعوك مرة ثانية أن تسلك طريق الاستقامة والصلاح ففيها السعادة والفلاح، والحذر كل الحذر من رفقاء السوء، فلا تنغر بهم وتنحرف معهم، وعليــــــك بالبحث عن الرفيــــق الصالـح الذي يعينك على الاستقامة والسعادة والخير إن شاء الله، وأعلم أن صلاحك في تقواك، وفـــــــــــوزك في خوفـــــــــــك من اللــــــه تعالى فاستعصم أخي بتقوى الله فهي خير حصن تحصنت به، أخي: أوَمَـــــــــــا تحـــب أن تكون في الدنيـــــــــا من الهانئين السعداء، ويـــــوم القيامـــــة من الناجين الفرحين إن شاء الله !!. فإن أردت أخي ذلك فلتتق مولاك تعالى في كل صغيرة وكبيرة، وسوف تجد عاقبة ذلك برداً وسلاماً.

فكـــــــــــن يا أخي الحبيب من هؤلاء الشباب حتى تكون من السعداء:

شـبــاب مؤمن بالله يمضي *** وللإســلام يندفــــــع اندفاعــا
ويعلنُها بـعــــــزمٍ إن دَربي *** إلى الجنَّــات يا خُذُني سِراعاً
شبابٌ لم تُدنَّسه المعاصـي *** ولـــم تتركهُ في الدنّيا ضَياعا
أولئكَ هُم شـبــابٌ للمعـالـي *** لـقـد بُعـثـِوا لدُنيانا شـُعــــاعا

أخي على درب الخير: إليك أهدي هذه الصفحات المتواضعة، راجياً من الله أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، فقد حاولت أن أكتب لك ولو الشيء اليسير الذي يعبر لك عن علــــو مكانتـــك وقــــــدرك في نفسي، فإنه يأنسني ويثلج صدري بهجةً وسروراً أن أرى لك موقفــــــــــــــاً إيمانيــاً في يوم من الأيام مع إخوانك الشباب الذين سبقوك بالهداية ولزموا الطريق الصحيح ووجــدوا الســــــعادة الحــقيقية.

أخي الحبيب: متـــــــــى تتحدى الصعاب وتعلنها رجعة إلى الله ؟! وتنقـــــــــذ نفسك وشبابك وتخـــــدم دينك الذي سوف تسأل عنه في قبـرك، فأنت بالدين شيء وبدون الدين لا شيء، ....... وفــــــي أثناء قراءتك لهذه الرسالة أرجــــــــو أن لا تحمل عليّ إن كنت قاسياً معك في بعض الأحيان، ولكن صدقنـــي إنها هيجان المشاعر حين تلتقي بمن تهواه وتحبه,

مناي من الـدنيا عـلــوم أبثــها *** وأنشــرها في كل بادٍ وحــاضـــــــر
دعاءٌ إلى القرآن والسنن التي *** تناسى رجال ذكرها في المحاضري

أخـــــي الحبيب: إننـي سطرت إليك هذه الكلمات، لتكون دليل محبة، ولغة تواصل، وباقة ورد انثرها بين يديك استخرجتها لك من مكامن جوانحي وخلطتها لك بصدق النصيحة، وقدمتها إليك في قوالب الأخوة في الله، وكم أنا سعيد إن أنت قبلتها، وبقي أخي أني حاولت جهدي، وما عليّ إلا البلاغ، فإن أنت عملت بذلك فلن تكون بسيئ المكانة، فليس عيباً أخي أن تفتــــــــــح صفحـــــــــــــــة جديدة في حياتك لتدون عليها أعمالاً صالحة تكون ضياء ونوراً لك في دنيـــاك، ويوم لقائــك لربـــك، وأنت يومها السعيد، الفائز، المفلح، والله يرعاني ويرعاك، ويحفظني ويحفظك، واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.

أخوكم في الله / أبو عبد الله معيلي الشــــمراني
ت / 055714761


رسالة دعوة إلى كل شاب

أبو عبد الله معيلي الشمراني